أخبار الآن | دير الزور –  سوريا ( سعيد غزول)

بالرغم من الظروف المأساوية التي يعيشها أبناء محافظة دير الزور، بين حصارٍ خانق مفروض عليهم، من كلا طرفي النزاع قوات نظام الأسد وداعش، إضافةً إلى قصفٍ جوي لطائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام، لا يزال داعش مستمراً في تصفية العشرات من أبناء المحافظة واعتقال آخرين.

حملة اعتقالات واسعة

شنّ ما يعرف بـ"جهاز الحسبة" التابع لداعش أمس الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة في قرى "الدحلة، وجديدة بكارة، والبريهة" بريف دير الزور الشرقي، طالت أكثر من "80" شاباً اقتادهم التنظيم إلى السجون في جهةٍ مجهولة، بتهم متعددة على رأسها التواصل مع "التحالف الدولي" وإرسال إحداثيات مواقع داعش له، وتهم آخرى متثملة بـ"عصيان الأوامر" ورفض الانضمام لصفوف داعش والقتال إلى جانبه، إضافة إلى تهمة "الردة".

وبحسب "مرصد العدالة من أجل الحياة في دير الزور"، فإن تنظيم داعش أفرغ يوم الأحد الفائت مقاره في مدينة البوكمال، وأوحى للمدنيين بانسحابه من المدينة واختبأ عناصره على أطرافها، ليخرج بعض أهالي البوكمال فرحين مرحبين بهذا الانسحاب، ليُقبل العناصر في حملة مداهمات واسعة شملت كل من خرج من بيته فرحاً بانسحاب داعش، حيث تعرفوا عليهم من خلال العديد من أبناء المدينة المتعاونين معهم، ووصل عدد المعتقلين إلى "150" شخصاً.

وأفاد الناشط "سعد الديري" لأخبار الآن، بأن هذه الاعتقالات تأتي ضمن الحملة العشوائية التي شنها داعش على مدينة دير الزور، عقب القصف العنيف لطائرات العداون الروسي ونظام الأسد، الذي تعرضت له المدينة خلال الأيام الماضية، وكان التنظيم نفّذ حملات مماثلة يوم الإثنين الفائت، شملت مدينتي "الميادين والبوكمال" وقرية "بقرص" في الريف الشرقي، حيث اعتقل نحو "40" شاباً من قرية بقرص، بتهمة رصد مواقع داعش وإعطاء إحداثياتها للتحالف الدولي ولطائرات روسيا ونظام الأسد.

اعدامات داعش للمدنيين مستمرة

من جهةٍ أخرى، أعدم داعش في مدينة "البصيرة" أمس، المدعو "حمد الواوي" من أبناء بلدة خشام في ريف دير الزور الشرقي، بتهمة "سلب أموال المسلمين"، كما أبلغ ذوو المقاتل السابق في صفوف الجيش السوري الحر بمدينة دير الزور "لؤي شيخ فارس"، بأنه تم إعدامه بتهمة "الردة"، حسب ما ذكر الناشط في المدينة "سعد الديري".

ويأتي ذلك، بعد عدة إعدامات سابقة نفذها داعش يوم الاثنين الفائت، حيث أعدم رمياً بالرصاص أحد أبناء قرية "الحريجي" التابعة لبلدة الصور بريف دير الزور الشرقي، بتهمة "التواصل مع جبهة النصرة"، كما أعدم كل من "ياسين حسون الخرسان" و"حمادة أحمد العواجي" في بلدة البوليل يوم الأحد، بتهمة "التعامل مع الجيش الحر"، كذلك طال الإعدام لذات التهمة، كل من "خضر عبد الله العنيزي، وعبد العزيز العبد العنيزي، وحمود الهدروس".

وكان يوم الأحد قد شهد أيضا إعدام "يحيى السلوم وولده بشار" من بلدة حطلة و"عبد الله العبيد الهنادوي"  من الميادين، وشخص رابع لم يتم التعرف عليه.

لا تزال مدينة دير الزور تشهد قصفاً عنيفاً يتناوب عليه كل من طائرات التحالف الدولي وطائرات روسيا الحربية وأخرى تابعة لنظام الأسد، حيث تعرض المدنيون في المناطق التي يحتلها داعش، لحملة قصفٍ ما تزال مستمرة، أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى، وسط  نزوح جماعي لا يعرف المدنيون خلاله إلى أي أرض آمنة يتجهون, بينما يتواصل الحصار الخانق من قبل داعش، على المدنيين القاطنين في مناطق سيطرة النظام.