أخبار الآن | ريف اللاذقية – سوريا ( جمال الدين العبد الله)

بعد عدة محاولات لقوات النظام وبشكل مستميت للسيطرة على محور بلدة "غمام" الإستراتيجية، بعدد كبير من غارات الطيران الروسي الحديث من جهة، ومن جهة أخرى باتباع سياسة الأرض المحروقة. فقد استخدام النظام ما توافر عنده من أسلحة وخاصة من الراجمات الحديثة التي قدمتها له روسيا مؤخراً، وقيامه برشقات صاروخية على معظم مناطق ريف اللاذقية الخارج عن سيطرته، وخصوصا القذائف العنقودية المحرمة دولياً.

سياسة الأرض المحروقة

قام النظام ومنذ الساعة الرابعة صباحاً من تاريخ 6/11 بغارات عنيفة بمشاركة الطيران الروسي والتي كانت تحلق بشكل أسراب ضمن كل سرب ست طائرات، بضرب بلدة "غمام" بوابل من القذائف الفراغية الشديدة الانفجار، الأمر الذي اضطر الفصائل المرابطة على الجبهات بالانسحاب تحت الكثافة النيرانية، تبعها برشقات صاروخية بقذائف الدبابات والراجمات بواقع قذيفة في كل دقيقة.

أخبار الآن رافقت إحدى فصائل الثوار أثناء الدفاع عن بلدة غمام، والتقت القائد الميداني "أبو حَميد" حيث صرّح: "بعد محاولات أخذ ورد بيننا وبين قوات النظام وسيطرتنا عليها لأكثر من ثلاث سنوات، كان النظام في بعض الأحيان يدخل البلدة لساعات ومن ثم نخرجه منها مكبدينه خسائر مادية وبشرية هائلة، ولكن هذا الاقتحام اتخذ سياسة الأرض المحروقة في محاولة السيطرة على البلدة".

تخطيط روسي واضح

مما لا شك فيه أن النظام يحاول اتخاذ سياسات وخططا جديدة في السيطرة على المناطق التي يطمح إليها، فلم يسبق أن استخدم النظام كل هذه الكثاقة النيرانية في مرحلة التمهيد ما قبل الاقتحام وذلك بعد أكثر من ثلاث سنوات مرت مستخدماً الطرق التقليدية والتي حفظها الثوار عن ظهر قلب.

أخبار الآن التقت مع الناشط الميداني "عمر" الذي كان متواجداً في محور بلدة غمام: "أساليب الاقتحام التي يقوم بها النظام مؤخراً هو تكتيك روسي بحت، فالغارات الجوية العنيفة في البداية، ومن ثم التمهيد الناري الكثيف في كافة الاتجاهات، ومن ثم الاقتحام البري لا بالبنادق الرشاشة الخفيفة (الكلاشنكوف) كما جرت العادة، بل بالرشاشات المتوسطة الـ PKC التي سلح بها أفراد المشاة بادئين بتمشيط الأحراج والأدغال المحيطة بالمنطقة، وصولاً إلى التمشيط بالرشاشات الثقيلة والهاون على المباني، ثم الدخول إلى المنطقة بعد ردمها واستحالة بقاء الثوار فيها".

البقاء في غمام مجرد حلم للنظام

البيئة الجغرافية الجبلية والتي تغطيها الأحراج البرية لمحور بلدة غمام لا يسمح لجيش النظام البقاء فيه لأكثر من عدة أيام، حيث أن معظم الكتائب المتواجدة في المنطقة هم من أبنائها. يقول المقاتل "محمد أبو العبد" أحد أبناء منطقة غمام لأخبار الآن: "نعم، النظام دخل منطقة غمام ولكن من المستحيل أن يبقى بها لأكثر من عدة أيام ولا أقول ساعات، فنحن أبناء المنطقة ونعرف المداخل والمخارج المؤدية إلى جمع المحارس والدشم التي يتواجد بها الجيش، الحرب هنا لا تصلح إلا حرب عصابات، فبدلاً من أن نبقى فيها ويصب علينا حمم راجماته والطائرات الروسة، نحن نتسلل إلى محارسهم كلما أتيحت لنا الفرصة فنغتنم أسلحتهم دون أن يُصاب أحد من مقاتلينا بخدش من جهة، ونبث الخوف والرعب والهلع في قلوب جيش النظام".

ولكن رغم القصف العنيف والطيران الحربي المخصص في حروب الدول الكبرى والتي سخرها النظام وروسيا في محاولة ضرب الثوار وثنيهم عن أهدافهم، لم تتغير أهداف الثوار ولم تقف الثورة في ريف اللاذقية عند بلدة غمام والتي يأمل الثوار استعادتها بطريقة حرب الاستنزاف.