أخبار الآن | أورفا – تركيا – (عزام الحاج)

استيقظ مجتمع الرقاويين في المهجر التركي في مدينة أورفا صباح اليوم على جريمة مروعة راح ضحيتها اثنين من ناشطي الرقة الإعلاميين هما إبراهيم عبد القادر، عضو حملة "الرقة تُذبح بصمت" والمعروف باسمه الحركي (الباز الفراتي)، وفارس الحمادي عضو في المكتب الإعلامي في الرقة.

الذبح بالسكين .. أسلوب داعش

فعند حضور أحد أصدقاء المغدوريَن إلى شقتهما الكائنة في مدينة أورفا التركية فُوجئ بجثتيهما وقد قُتلا ذبحاً بالسكين، بعدها باشرت الأجهزة الأمنية التركية التحقيق بالحادث فورا تبليغها عنه. وبينما تجري التحقيقات، فإن معظم ناشطي الرقة اعتبر حادثة القتل جريمةً سياسيةً واغتيالاً انتقامياً وإرهابياً نفذه شخص كان منتسباً إلى تنظيم داعش، ثم ادعى انشقاقه عنه ليتسلل في أوساط الرقيين في تركيا وينتظر تعليمات داعش متحيناً الفرصة والظرف المناسبين.

وكان فارس الحمادي قد تعرض للاعتقال والجلد من قبل داعش قبل اضطراره للنزوح إلى تركيا بعد تمكن داعش الإرهابي من السيطرة على مفاصل الحياة في محافظة الرقة قبل عامين. وقتها اضطر مئات الآلاف من أبناء المحافظة لترك بيوتهم والتوجه إلى تركيا أو أوربا بحثاً عن حياة أكثر أمناً وصوناً لحرياتهم الاجتماعية وحماية لأطفالهم من العنف والتطرف.

أما إبراهيم عبد القادر فكان يتقلى مع زملائه في حملة "الرقة تُذبح بصمت" التهاني بتكريم جديد حصل عليه فريق الحملة من جهة إعلامية دولية قبل ساعات فقط من مصرعه. عبد القادر كان قد كتب قبل عام من الآن في تغريده له على تويتر "وصيتي، أمانة برقبتكم، بعد أن أموت أن تسكروا (تُغلقوا) كل حساب يحمل اسم حسابي- يشعر بـ.. يشم رائحة الموت"، في ما يبدو منه استشعاراً لخطر يتهدده نتيجة نشاطه الواسع، إلى جانب زملائه، في فضح وتعرية ممارسات إرهاب داعش.

داعش تتبنى العملية ومنفذها هارب

ولا يبدو أن اتهامات الناشطين الرقيين لتنظيم داعش في اغتيال الناشطيَن عبد القادر والحمادي كانت ضرباً من خيال أو تعجلاً في إطلاق الاتهامات إلى داعش. فمع اختفاء المشتبه به الرئيسي، المدعو  طلاس السرور – وهو شاب رقي كان انتسب إلى كتائب أحفاد الرسول ثم بايع داعش ثم ادعى انشقاقه عنه وحاول الانضمام إلى لواء ثوار الرقة الذي سارع إلى طرده.

وأطلق أحد حسابات داعش، باسم "سُراقة الشامي" على توتير تغريدة تتبنى العملية، نشرها الساعة 12:30 ظهر اليوم 30 تشرين الأول 2015، يقول فيها الشامي: "خرج أمس المرتد أبو عيسى (قائد لواء ثوار الرقة) يقول بأن تحرير الرقة قريب وقد بدأت ساعة الصفر. فجاء رد المجاهدين بذبح اثنين من نشطائه في عقر دارهم".

ويبدو أن تبني داعش لهذا العمل الإرهابي بهذه السرعة يشكل رسالة واضحة ومباشرة لعموم أبناء الرقة، مقاتلين وناشطين مدنيين، فحواها أن فتح معركة تحرير مدينة الرقة من إرهاب داعش ستكون له أثمان باهضة؛ لكنها ربما تكون رسالة إلى السلطات التركية أيضاً، تفيد أن داعش لا يزال قادراً على الضرب في أي مكان في تركيا، وذلك للضغط على الأتراك بغية دفعهم إلى الحد من نشاط التحالف القائم على الأرض في شمال سورية بين فصائل من الجيش الحر وقوات YPG الكردية.

داعش يتبنى ذبح ناشطين في أورفا .. ومنفذ العملية يلوذ بالفرار