أخبار الآن | سوريا – ريف دمشق – (حسان تقي الدين)

اغتيل يوم الثلاثاء الموافق للثالث عشر من شهر أكتوبر/ تشرين الأول الشيخ "عبد العزيز عيون" المكنى بأبي أحمد والمعروف بلقبه "أبي شجاع الأزهري"، حيث شغل منصب القاضي العام السابق للغوطة الشرقية عند الإعلان عن انطلاق القضاء الموحد بشكل رسمي.

اغتيالات والفاعل مجهول

تمت عملية الاغتيال أثناء ذهاب الشيخ باتجاه اجتماع دعي له مسبقاً على الطريق الواصل ما بين بلدتي مسرابا وحمورية، في الساعة الحادية عشر عند منتصف الظهر، حيث أفاد أحد الشهود (رفض ذكر اسمه) عن حادثة الاغتيال وكان على بعد مئة متر تقريباً من مكان الحادثة بأن: "العملية تمت بواسطة سلاح كلاشينكوف حيث أطلق ملثمان مجهولان قرابة خمسة عشر رصاصة من خلف السيارة باتجاه السائق الذي كان هو نفسه الشيخ عيون حيث كانا يقودان دراجة نارية"، في حين نوه الشاهد إلى أنه توقفت السيارة على بعد مسافة قريبة بعد فقدانها للتوازن بسبب غياب الشيخ عن الوعي بسبب عدة رصاصات استقرت في جسده ومنها في الرقبة، وذكر الشاهد أيضاً أن منفذي العملية توقفوا قليلاً للتأكد من مقتل الشيخ.

وبينما تم تشييع الشهيد من قبل أهله ومجموعة من طلابه وقادات ثوريين من بينهم قائد جيش الإسلام، توجه وفد من قيادة الشرطة لموقع الحادثة للتحقيق في عملية الاغتيال وأوضح السيد "أبو حسن هارون" مدير منطقة دوما خلال حديث مع أخبار الآن أنه: "لم يسبق أن تمت عملية اغتيال في وضح النهار قبل اليوم في الغوطة الشرقية، ولم يتم التعرف على الجهة المنفذة أو حتى طرف خيط يستطيع فريق التحقيق البدء منه".

بين النظام و"داعش"

ورجح السيد "هارون" أن يكون نظام الأسد وراء العملية مستبعداً أن تكون خلايا نائمة تابعة لـ"داعش" من قام بهذا العمل، معتبراً أن أسلوب "داعش" يميل إلى زرع العبوات الناسفة كما شهدت الغوطة الشرقية مؤخراً ونفى "هارون" أن يكون الاغتيال بسبب عداوة شخصية بين الشيخ وأحد من الأهالي.

كما وأثارت عملية الاغتيال غضباً بين الناشطين في الغوطة، واعتبر الناشط "ياسر الدوماني" أن: "عملية الاغتيال نقطة سوداء في صفحة قيادة الشرطة، آخذاً بعين الاعتبار قلة الموارد والقضايا الكبيرة التي تعترض عملهم اليومي، كون المستهدف أحد مؤسسي القضاء الموحد في الغوطة وممن يقومون دائما بفض النزاعات وحل الخلافات بين الفصائل العسكرية"، مشيراً بذلك إلى سعي البعض لاستغلال الخلافات الواقعة بين الثوار دون حلها ما يجعل الغوطة تقع في واد ٍ من الخلافات. وذكر الدوماني أن من أعمال الفقيد الأخيرة إنشاء لجنة "نصرة المظلومين" والتي تعمل على الضغط على العسكريين لتسليم المعابر في الغوطة الشرقية للمدنيين.

ليست هذه هي عملية الاغتيال الأولى التي تتشابك خيوطها دون أن يستطيع أحد حل هذه العقدة، بينما باءت العديد منها بالفشل دون الكشف عن منفذها أيضاً وبذلك يدور السؤال بالأذهان يا ترى من سيكون التالي؟.