أخبار الآن | ريف إدلب – سوريا (ابراهيم الاسماعيل)

يسافر "أبو محمد" 50 عاماً إلى السعودية بعد كل زيارة الى أهله في سوريا. آخر زيارة له سببت الكثير من المتاعب بسبب إغلاق المعابر التركية. ودخوله بطرق التهريب سببت له وعكة صحية فهو مريض بالسكري، والمسير لأكثر من عشر كيلومترات سيرا على الأقدام كادت أن تكلفه حياته.

لم تقف معاناة أبو محمد عند هذه النقطة فمحاولات السفر المتكررة لم تنجح بسبب الحاجة إلى ختم الدخول من أجل السماح له بالسفر الى السعودية عن طريق المطارات التركية.

حال أبو محمد كحال العديد من المسافرين السوريين حيث تعد المعابر بوابة الولوج الوحيدة من سوريا إلى العالم.

وبعد مفاوضات عديدة وجهود حثيثة من إدارة معبر "باب الهوى" السوري و"لجنة العلاقات السورية التركية" وتدخّل من القوى الثورية في الداخل التركي وتقديم دعوات للحكومة التركية من أجل إعادة فتح معبر باب الهوى الحدودي ومعبر باب السلامة بوجه الداخلين والخارجين إلى سوريا من السوريين، جاء القرار بتشديد كبير ومطالب عدة من الجانب التركي.

السماح بالسفر عبر المعابر بشروط محددة

أقرت الحكومة التركية السماح للمسافرين السوريين بالدخول إلى تركيا بشرط دخول 100 مسافر يومياً، وفي حال كان التنظيم جيدا من قبل المسافرين والجانب السوري سترفع العدد الى 250 مسافراً يوميا، حيث يتم استقبال الجوازات المحتاجة إلى الدخول إلى تركيا وتصويرها وإرسالها إلى الجانب التركي حتى يتم السماح والموافقة على دخولها بعد يومين أو ثلاثة.

من الشروط الأخرى التي طالب بها الجانب التركي كانت عدم السماح للمسافر المكوث في تركيا لأكثر من شهرين فقط، فإما عليه العودة إلى سوريا في هذه المدة أو السفر خارج تركيا، كما لا يحق له العودة إلى تركيا قبل انقضاء شهرين في الداخل السوري في حال عودته إلى سوريا.

وفي حديث خاص لأخبار الآن مع السيد "عبد الحميد طحان" مدير لجنة العلاقات السورية التركية أكد لنا صحة القرار وتواصلهم مع مسؤولين أتراك مع عدم معرفة يوم محدد لفتح المعبر أمام السوريين: "لم تؤكد الحكومة التركية يوماً محدداً لفتح المعبر أو العدد المحدد الذي سيتم السماح له بالدخول غير أنهم ذكروا لنا أن العدد يتراوح بين 100 و250 مسافر يومياً في حال وجود تنظيم جيد من قبل المسافرين والجانب السوري".

معبر باب الهوى والذي تم إغلاقه منذ قرابة الستة أشهر في وجه المسافرين السوريين يعتبر بوابة دخول مهمة ووحيدة في الشمال السوري والتي تسمح لهم بالسفر إلى كافة الدول عن طريق المطارات التركية، فضلاً عن أهميته الكبيرة في ضمان جلب الكثير من المساعدات الإنسانية للمحتاجين في الداخل السوري.

أضرار إغلاق المعبر

الصعوبات الكبيرة والأضرار الجسيمة التي سببتها فترة إغلاق المعبر كانت سلبية  بشكل كبير على السوريين، يحدثنا "عبد الهادي حاصود" أحد المسافرين عن طريق المعبر: "بحكم عملي في تركيا وحاجتي المستمرة للدخول إلى سوريا بشكل شهري كانت عملية الدخول والخروج سهلة جداً، إلا انها كلفتنا الكثير بعد إغلاق المعبر دون سابق إنذار، فلم يعد بالإمكان الدخول أو الخروج أبدا وطرق التهريب خطرة جدا".

"أبو عبدو" 40 عاما من مدينة حلب يعمل في المجال التجاري يقول: "أعمل في التجارة وأقوم بإدخال البضائع والسلع من تركيا إلى سوريا وكانت الأمور تسير بشكل سهل ومحدد، أما بعد إغلاق المعبر فقد أصبح من الضروري أن يكون معنا بطاقة تاجر حتى يسمح لنا الدخول والخروج عن طريق المعبر، وهي مكلفة جدا وتحتاج إلى العديد من الاوراق الثبوتية والمعاملات".

شروط استمرارية فتح المعبر

يبقى السؤال من الجانب السوري عن الضمانات التي ستُبقي المعبر  مفتوحا بعد الإغلاق المتكرر من قبل الجانب التركي.

أبو يونس "35 عاما" موظف مدني في المعبر السوري حدثنا عن التنظيم الجيد الذي اتبعه الجانب السوري خلال فترة العيد: "عملنا على تنظيم الدور بطريقة مريحة وسهلة على المسافر والأهم من ذلك من أجل عدم حدوث ازدحام عند نقطة التفتيش عند الجانب التركي وكل هذا في سبيل ضمان دخول المسافرين بطريقة سريعة".

وأضاف أن ذلك بسبب قيام الموظفين الأتراك بإغلاق بوابات الدخول عند حدوث ازدحام أو مشاجرات من قبل المسافرين، لذا توجب عليهم تنظيم الدخول بشكل كبير من أجل ضمان استمرارية عمل الجانب التركي وعدم إغلاق الابواب في وجه المسافر السوري.

وفي إعلان لمعبر باب الهوى على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي ذكر بأن الجانب التركي شدد على تنظيم عملية الدخول وعدم وجود مشاكل أو عمليات ازدحام من قبل الجانب السوري وأن العدد المحدد بالدخول مرهون بآلية العمل المنظم.

يجدر الذكر بأن العاملين والمسافرين كانت لهم نظرة إيجابية عند رؤية العمل المنظم الذي شهدوه في فترة الدخول إلى سوريا في عيد الأضحى وكانت لهم آراء عدة وشكر كبير لإدارة المعبر السوري على هذا العمل المنظم ووجود العديد من العاملين لمساعدة المسافرين بالإضافة الى باصات النقل المجانية وقلة حالات الازدحام أثناء العودة إلى تركيا.