أخبار الآن | السويد – (عادل سليمان)

يعاني الكثير من اللاجئين السوريين ممن وصلوا إلى أوربا من مشاعر الوحدة وعذابات البعد عن الأهل والأقارب والأصدقاء، وربما فقدهم في كثير من الأحيان.

يأتي عيد الأضحى اليوم ليزيد من معاناتهم، فلا قريب يطرق بابهم ولا صديق يشاركهم فرحتهم أو حنينهم في العيد.

ذكريات وحنين

أجمعت معظم آراء السوريين في السويد على رأي واحد، فلا عيد لمن يعيش هنا وأولاده في سوريا أو في مصر أو في أحد مخيمات اللجوء في تركيا أو الأردن ولبنان.

"وائل" شاب سوري من مدينة حمص يقيم في السويد منذ ما يقارب العامين، لم يجتمع بعائلته منذ حوالي ثلاث سنوات ولا ينتظر شيئا سوى رؤية أولاده الذين يعيشون في مصر، يقول: "إن العيد هو أن أرى ولديّ وأجتمع بهما، عن أي عيد تتحدث؟ يقول بصيغة استغراب".

أما "سمير" وهو شاب في مقتبل العمر، توزع أفراد أسرته بين ثلاثة دول أوربية، وحاله ربما أفضل من حال وائل، لكنه مع ذلك لا يرى في العيد إلا حافزا على تذكر الأيام الماضية، يوم كانت أسرته مجتمعة، يقول: "اليوم إذا أردت زيارة أفراد عائلتي فعليّ السفر بين ثلاثة دول، والدتي وأخواي في ألمانيا، وأختي في هولندا، العيد يوم نستطيع أن نجتمع من جديد في بيت واحد ووطن واحد".

تقتصر طقوس اللاجئيين السورين في العيد على بعض الممارسات البسيطة كصلاة العيد و زيارة بعض الأقارب أو الأصدقاء في حال تواجدوا، وبالتأكيد التواصل مع الأهل عبر وسائل التواصل الاجتماعي في حال كانت متاحة في سورية.

وللصغار حصتهم من الحزن

يندمج الصغار عادة في المجتمعات الجديدة بسرعة أكبر من ذويهم، لكن ذلك لا يمنعهم من الحنين إلى رفاقهم في الحي والمدرسة، والأعياد هي مناسبة لاستعادة تلك الذكريات، ولمزيد من الأسئلة التي تثقل على الأهالي وتزيد من معاناتهم، إلى حد رفض بعضهم قيامنا بتوجيه أي سؤال لأبنائهم عن العيد خوفا من تذكيرهم.

"يزن" طفل من مدينة سرمين في ريف إدلب يقول: "لم أشتر ثياب العيد، فلا توجد ساحة للعيد هنا، وليس لدي أقارب يقدمون لي العيدية، وحتى العيدية التي أحصل عليها من والدي لا تفرحني كثيرا ، لا يوجد بسطات للعيد أو رفاق لأخرج معهم".

أما "هدى" 8 سنوات فتقول: "عندما كنت في سوريا كانت فرحتي كبيرة بشراء ثياب العيد، لقد كنت أحتضنهم طوال الليل بانتظار قدوم صباح العيد، هنا لا أشعر بالفرحة بالثياب الجديدة فلا شي يشعرك بالعيد".

الجدير بالذكر أنه لا توجد عطلة في الأعياد الإسلامية في السويد حتى اليوم ولكن هناك تفهم كبير في المدارس وبعض أماكن العمل، ولا يتطلب الأمر أكثر من طلب صغير يتم تقديمه إلى المدرس أو المسؤول للحصول على إذن بعدم الحضور في الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية الإسلامية.

ويتساءل السوري اليوم ما هي الأضحية التي عليه تقديمها في عيد الأضحى؟. وذلك بعد كل التضحيات التي قدمها الشعب السوري على مدى خمس سنوات من الثورة، وتفرقوا في أصقاع الأرض لا يطلبون إلا الأمان وبعض الكرامة، وكلهم أمل أن يكون عيدهم القادم على أرض وطنهم الغالي.