أخبار الآن | اللاذقية – سوريا ( جمال الدين العبد الله)

يعد مرض شلل الأطفال المعدي من أكبر المخاطر التي تهدد الجيل الجديد من الأطفال السوريين في ظل الحرب التي يشنها النظام على الشعب.

ومع تطور أحداث الثورة السورية وخروج بعض المناطق عن سيطرة نظام الأسد، لم يتبق أية مستشفيات أو مستوصفات حكومية لتقدم للأطفال ما يحصنهم ضد هذا المرض الخطير، إلى أن بدأت الجمعيات الخيرية والصحية بتجهيز المشافي والمستوصفات الميدانية وتنظيم حملات التطعيم للأطفال ضد الأمراض الخطيرة.

تجهيز الحملات

قامت مديرية الصحة في الحكومة المؤقتة، في المناطق المحررة، بتدريب عدد من الشباب والشابات منذ حوالي العام والنصف من الذين تطوعوا للقيام بهذه الحملة الطبية، بعد استقدام كميات كبيرة تكفي أطفال ريف اللاذقية.

وقد بدأوا بتنظيم حملة اللقاحات في ريف اللاذقية من خلال منشورات وملصقات تعرّف الأهالي بهذه الحملة وتدعوهم إلى التعاون مع الموفدين من مديرية الصحة لتطعيم الأطفال في جبلي الأكراد والتركمان والمناطق المحيطة بها، لتشمل الحملة ما لا يقل عن 12.000 طفل من سن الخامسة وما دون، وذلك في الجولة الحادية عشر لها منذ العام ونصف العام والتي استمرت من الثاني عشر إلى السابع عشر من شهر سبتمبر الحالي.

الصعوبات والمشاكل

أخبار الآن التقت مع "أبو ثائر" أحد المتطوعين في الحملة في ريف اللاذقية وحدثنا عن المصاعب التي واجهها فريق المتطوعين في هذه الحملة: "في البداية تم توزيعنا مناطقياً كل حسب خبرته، فكان من نصيبي قرى جبل الأكراد الذي أقطن فيه، تتمثل الصعوبات في تواجد بعض العائلات في المناطق المكشوفة للنظام، وتعرضنا لخطر القصف أثناء التنقل، وأيضا رداءة الطرقات نتيجة القصف والإهمال على مدى السنوات المنصرمة، والظروف الجوية القاسية في هذه الفترة. البحث عن بعض العائلات التي تسكن المغاور والكهوف طلباً للأمان تقتضي بعض الجهد والوقت، ناهيك عن تباعد القرى والمناطق المأهولة بالسكان، إضافة إلى بعض حالات عدم الاستجابة من الأهالي التي تجهل أهمية التلقيح ضد هذا المرض الخطير".

الشريحة المستهدفة

استهدفت الحملة معظم الأطفال من سن الخمس سنوات وما دون، وفي حال تواجد طفل تخطى العمر المحدد بقليل ولم يتم تطعيمه فهو يُشمل ضمن هذه الحملة.

"أبو محمد" أب لأربعة أطفال، اثنان منهما شملتهم الحملة التي زارت جبل الأكراد، والذي كان قبل إطلاق هذه اللقاحات يواجه صعوبة في تطعيم أبنائه: "قبل عامين لم يكن هنالك لقاحات للأطفال، فكنت أضطر إلى حمل أبنائي والسفر بهم إلى المراكز الصحية ضمن الأراضي التركية، رغم صعوبات السفر والتكلفة البالغة، إلى أن فُعّلت هذه الحملات وأصبحت تأتي إلى الأهالي أينما كانوا، ويوجد مع كل فريق سيدة لتطعيم أطفال العائلات التي لا يوجد فيها رب أسرة من الذكور".

بعد النجاح الباهر التي حققته حملة لقاح شلل الأطفال في ريف اللاذقية، يؤكد المسؤولون عليها استمرار الجولات في كل وقت من الزمن، وتغطية جميع المناطق في الريف، لمحاربة هذا المرض الخطير الذي قد يودي بمستقبل جيل كامل.