أخبار الآن | غازي عنتاب – تركيا (مراد الشواخ)

وجد السوريون أنفسهم في تركيا أمام لغة جديدة عليهم تعلم البعض منها حتى يستطيعون التواصل مع محيطهم، خصوصا في حالات المرض أو المشكلات الصحية الطارئة.

يتم إسعاف المصابين جراء حرب النظام على الشعب في سورية، بشكل خاص، إلى المشافي التركية، حيث لا يستطيعون التواصل مع الأطباء بسبب عائق اللغة. ومن هنا نشأت الحاجة للمترجمين الذين يجيدون اللغة التركية من السوريين لتسهيل التواصل بين المصاب أو مرافقه والأطباء والممرضين الأتراك في المشافي التركية.

في أبريل/نيسان من العام 2014 قامت الحكومة السورية المؤقتة والتي تتخذ من (غازي عنتاب) مقراً لها بجمع عدد من السوريين الذين يجيدون اللغة التركية وطلبت منهم مرافقة المرضى السوريين في المشافي الحكومية التركية مقابل أجر شهري.

ولكن مع مطلع العام الحالي قامت الحكومة المؤقتة بإلغاء عقود المترجمين مما أجبر المترجمين الى البحث عن عمل يستطيعون من خلاله سد رمقهم.

حالات المرضى والمصابين الصعبة دفعت ببعض المترجمين إلى البقاء في العمل كمتطوعين مجاناً من الصباح حتى المساء منذ تسعة أاشهر.

أخبار الآن التقت "أحمد خليل" أحد المتطوعين كمترجم في مشفى "أرسين أرسلان" الحكومي التركي، يقول: "يستحيل أن تتم معالجة الكم الهائل من المرضى السوريين في المشافي التركية بدون مترجمين خصوصاً أنها لغة غير عالمية ويندر أن يتكلم هذه اللغة من غير الأتراك".

ويضيف أحمد: "كنا نعمل للأجرِ والأجرةَ للدنيا والآخرة نساعد الناس بدون مقابل ونتقاضى رواتبنا من الحكومة المؤقتة قبل أن تتوقف رواتبنا, ونظراً لاستحالة معالجة المرضى بدون مترجمين قررنا أن نعمل كمتطوعين حتى تحل الحكومة المؤقتة مشكلة الرواتب وما زلنا على هذه الحال منذ تسعة أشهر".

حاولنا الاتصال بوزير الصحة في الحكومة المؤقتة "محمد وجيه جمعة"، لكننا قدرنا أنه ربما في اجتماع عمل أو غير ذلك، رغم تكرارنا محاولات الاتصال المباشر أو عن طريق الرسائل.

ولدى سؤالنا أحمد عن مصدر عيشه في الوقت الذي يعمل فيه متطوعاً منذ مدة طويلة يجيب: "بدبرها الله، تراكمت علي الديون بشكل كبير ولكن أحياناً يكون أحد المرضى من الميسورين فيعطيني ما يسميه إكرامية بسيطة وهذا لا يحدث إلا نادراً.

الجدير بالذكر أن الإصابات الخطيرة في سوريا يتم نقلها دائماً إلى المشافي في تركيا حيث لا تستطيع المشافي الميدانية إلا القيام ببعض الإسعافات الأولية والعمليات الجراحية البسيطة.