أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة – (بلال الفارس)

دولة داخل دولة … أو هكذا يصف الواقع محاولات تدخلات فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في دول المنطقة وتوغلها بالكامل في دولة كالعراق مثلا..  تحركات وتدخلات مريبة لفيلق القدس أشبه بمعاول هدم لكل المحاولات التي يسعى خلالها الجناح المعتدل في ايران لتحسين صورة وعلاقات طهران مع العالم… نبدأ اليوم جزءا اول يكشف كيف تحاول دولة التغلغل داغل أخرى والسيطرة على مقدراتها الأمنية والعسكرية.

تعد قوات فيلق القدس جزءا رئيسا من وحدات الحرس الثوري الإيراني، وتقدر مصادر عدد عناصرها بنحو خمسة وعشرين ألف عنصر، ومهمتها الرئيسية هي القيام بواجبات استخباراتية وتأسيس الحركات المسلحة وغير المسلحة ذات الغطاء الديني ودعمها، وكذلك الإشراف على تنفيذ عمليات سرية نوعية، كالاغتيالات وتفجير الأماكن والمقرات والسيارات وغيرها، وينسب لهذه القوات الدور الأبرز في تأسيس أحزاب ذات مليشيات مطلقة الولاء لإيران، في لبنان واليمن والعراق وأفغانستان والبحرين وغيرها.

وقد كان لفيلق القدس الدور الأكبر في عمليات تمكين المليشيات الشيعية في العراق، من السيطرة على مقدرات الأمور الأمنية ووفق وثيقة سرية سربها موقع ويكيلكس ونشرتها صحيفة نيويورك تايمز في آواخر شهر اكتوبر من عام ألفين وعشرة … فإن كل الاغتيالات والتفجيرات التي حدثت في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، هي بتدبير وتنفيذ مباشر من قوات القدس أو المليشيا العراقية المجندة لها. 

قد يكون وجود تنظيم داعش في المنطقة، الآن، سببا للفت الانتباه إلى حجم التسلل الإيراني بعباءة قوات القدس إلى داخل البيت العربي، وهذا لا يستثني ابدا تدبير فيلق القدس تفجيرات ضد أهداف شيعية داخل دول عديدة، وإعلان مسؤولية داعش عنها، لتثبيت حالة من المظلومية بحق الشيعة في بلدانهم، ولاحداث البلبلة والفوضى.

ليست قوات فيلق القدس ذراعا ثانوية في مؤسسة الحكم في إيران، بل هي ذراع قوية ورئيسية في تحقيق رؤية الخميني لتصدير الثورة، ولعل وجود قيادات في السلك الدبلوماسي الإيراني تعمل لصالح برنامج هذه القوات يوضح حجم النفوذ الذي بلغته داخل المؤسسة الحاكمة.

ونتذكّر هنا قرار الحكومة الكويتية طرد ثمانية دبلوماسيين إيرانيين في ابريل عام الفين واحد عشر، لتورطهم في دعم وتوجيه شبكات للتجسس تابعة للحرس الثوري. كما أبعدت السلطات البحرينية دبلوماسياً إيرانياً للسبب نفسه، في العام نفسه. وفي شهر اذار مارس الماضي أعلن السودان طرد دبلوماسيين إيرانيين وإغلاق المكاتب والممثليات التابعة لطهران .  

كل هذا الطرح يكشف محاولة فيلق القدس الإيراني استغلال التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة لتوسيع نفوذه وتمكين أذرعه الاستخباراتية والتنظيمية في مناطق خارج حدود الوطن العربي الى العالم .. أمر تنبهت له السلطات الكندية قبل ثلاثة أعوام  لتدرج فيلق القدس على قائمتها للمنظمات الإرهابية.

تحركات وتدخلات مريبة لفيلق القدس أشبه بمعاول هدم لكل المحاولات التي يسعى خلالها الثنائي روحاني ظريف لتحسين صورة وعلاقات ايران مع العالم.