أخبار الآن | غازي عينتاب – تركيا – (أيمن محمد)

أثارت حادثة مقتل الضابط في جيش النظام حسان الشيخ على يد سليمان الأسد -نجل هلال الأسد ابن عم رأس النظام- اهتمام الوسط الموالي للنظام، وانتقلت المطالبات بإعدام الأسد من مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات مدينة اللاذقية، بعد ازدياد رقعة الاحتجاجات التي انتهت بمظاهرات واعتصام في وسط مدينة اللاذقية.

في المقابل، يحاول مسؤولون أمنيّون في اللاذقية تهدئة الوضع عبر تصريحات نقلتها الشبكات الإخباريّة الموالية للنظام، في حين أثارت هذه الحادثة موجة من السخرية لدى نشطاء الثورة.

اعتصام

أخذت حادثة مقتل الضابط منحاً آخراً بعد احتجاج مؤيدي النظام في حي بسنادا مسقط رأس العقيد، وخرجوا في اعتصام بالشموع مساء السبت تنديداً بأفعال سليمان الأسد، والمطالبة بإعدامه.

يقول مصدر محلي لـ"أخبار الآن" "تمّ تحديد الاعتصام في الساعة الثامنة مساءً من يوم السبت، عند دوار الزراعة في اللاذقية، وتوافدت السيارات من القرى العلوية القريبة من اللاذقية، ومن حي بسنادا والأزهري وأحياء أخرى".

وأشار إلى أنّه وأثناء توافد المعتصمين نحو دوار الزراعة، انتشرت قناصة ميليشيا الدفاع الوطني فوق أسطحة الأبنية القريبة من الدوار، كما توزّعوا في الشوارع، وأقاموا الحواجز المرفقة بالسيارات العسكرية التي تحمل الرشاشات الثقيلة".

وتابع "بعد ساعتين توالت الجموع لتجتمع عند دوار الزراعة، وبدأت بترديد الهتافات المنددة بأفعال سليمان الأسد الذي عاث فساداً في اللاذقية، مستخدماً صلاحياته المطلقة، مستغلاً قرابته من بشار الأسد وإجرام أبيه سابقاً، وبقيت الجموع تهتف للمطالبة بإعدام سليمان الأسد".

تبريرات

نشرت شبكات إخبارية موالية للنظام في اللاذقية على لسان محافظ اللاذقية صك براءة لسليمان الأسد، بعد أن قال "إنّ قاتل العقيد حسان ليس سليمان الأسد إنما هو شخص يدعى (محمد – أ) وهو ينتمي لجبهة النصرة وأصله من حلب، وأنّه قتل العقيد لإثارة الفوضى في المدينة، وإذاعة الفتنة بين الدفاع الوطني وقوات الجيش".

ولاقى تصريح محافظ اللاذقية موجات من السخرية لدى موالي الأسد المتابعين لتفاصيل الحادثة عن كثب، لتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة على تصريحاته".

وقال سامر اللاذقاني "الآن فهمنا ما معنى المؤامرة الكونية، وفهمنا من هم المجموعات الإرهابية، ومن هو المجرم ومن هو الضحية"، متسائلاً "ما دام الكبير والصغير يعلم أن القاتل هو سليمان الأسد، لماذا يلزقون التهمة بطرف نعلم تماماً أنه غير موجود ضمن عناصر حاجز الكل يعلم أنه تابع للدفاع الوطني".

أحد مؤيدي النظام، علّق على الأحداث قائلاً: "إنّ الإرهابيين -الثوار- قاموا بثورة من أجل أطفال في درعا، ونحن قُتل لدينا إنسان شريف ولا نقوم من أجله، إلى متى سنبقى ضحية تجاوزات عائلة الأسد التي عاثت فساداً، الوطن لا يقتصر بعائلة الأسد".

وعلّق آخر "نتمنّى من السلطات المعنيّة أن تحاسب المجرم سليمان الذي قتل الكثير من الأبرياء في اللاذقية، لن نبقى صامتين على جرائمه إلى متى إلى متى؟

في وقت يرى نشطاء الثورة أن العلويين ورغم علمهم أن الأسد ورجالاته يستخدمونهم كوقود لحربهم ضد الشعب السوري، لازالوا يرفعون صور بشار في مظاهرات تطالب بالقصاص من ابن عمه، منوهين إلى أن المشكلة لا تقتصر على تجاوزات وانتهاكات أحد أقاربه وإنما تتسع لتشمل كل رجالات النظام المحيطين بالأسد، وأن المشكلة برأس النظام وليس بأذنابه كما يعتقدون.

وأكدوا أنه ما دام العلويين يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا بشار" حتى في مظاهرتهم، فإنهم سيبقون رهن إشارته حتى لو قتل أقاربه كل ضباط الساحل الذين يدافعون عن الأسد وعائلته.