أخبار الآن | متابعات – (كلنا شركاء)

هو ليس انسحابًا تكتيكيًا جديدًا، وليس انهيارا لقوات النظام كما يدعي من يقفون بصف المؤامرة الكونية تجاه سوريا، بهذه العبارات والأقاويل تناقلت وسائل اعلام النظام الرسمية وشبه الرسمية تعليقاتها عقب سيطرة جيش الفتح على مناطق جديدة، وانهيارات عسكرية لا يتخلف عليها اثنين.

حيث تناقلت وسائل اعلام النظام السوري ان القوات المسلحة في الجيش النظامي، قد أخلت بعض المواقع العسكرية في محيط بلدة “محنبل” بريف ادلب، وفضلت التمركز في خطوط ومواقع جديدة، وهنا يجدر التأكيد والانتباه على كلمة “بعض المواقع” التي أوردها اعلام المقاومة فهو لم يتحدث عن منطقة او موقع عسكري واحد، بل عن بعض المواقع، لينتقل الانسحاب التكتيكي من الحالة المفردة إلى الانسحاب بالجملة.

ومع كل انسحاب تكتيكي يزاوله جيش النظام لا بد من جملة من الأقاويل والأحاديث يتداولها المتحدثون باسم النظام، من إعادة التجمع، إلى التراجع مسافات بسيطة فحسب، ولكن هذه المرة الأمر مختلف كلياً، فإعلام النظام الرسمي أكد ان الانسحاب جاء بسبب البيئة، فهم على ما يبدو قد انسحبوا من نقاطهم العسكرية في “محنبل” بعد ان اكتشفوا انها أرض غير صالحة للأعمال القتالية، رغم مرور أكثر من عدة عقود على وجودهم فيها.

الأمر الذي ارتأت فيه “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة” ان الأمر مُلح للانتقال من هذه البيئة الغير خصبة إلى بيئة أكثر خصوبة من أجل إعادة مزاولة الأعمال القتالية، دون التأكد من مصادر النظام ان كانت هذه البيئة التي تتحدث عنه قيادتهم العسكرية لها شروط خاصة للتمركز فيها.

ويبقى الأمر مطروحاً على الطاولة حول التكهنات التي سوف يختلقها النظام السوري حول الانسحابات القادمة، ولكن من جهة أخرى ان الملفت في الأمر رغم كل التطبيل والتزمير قبل أيام لـ “قاسم سليماني” وزيارته لأطراف ادلب لم يسمع لها أي ضجيج، وربما تكون هذه الحجة هي الفبركة الإعلامية القادمة للنظام في حال تحررت مواقع عسكرية جديدة على يد جيش الفتح.