يثار في اوساطِ السوريين من الطائفية العلوية، جدل حولَ خطورة بقاِء بشار الأسد في منصبهِ على الطائفة ككل، كونُه كان ولا يزال ُيخوف أبناء طائفته ويربطُ مصيرهم بمصيره، وأن بقاءَه هي ضمانة الوحيدة لهم.
لكن فقدانَ عددٍ كبير من الشباب العلويين دفاعا عن الأسد ونظامه دفع كثيرا منهم إلى الخروج عن صمتهم ورفض زج أبناء الطائفة في هذه المعركة، وهو ما ظهر جليا على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي.
هل بدأ العلويون فعلا يضيقون ذرعا ببشار الأسد؟ وهل تقديم تعهدات مستقبلية للطائفة سيدفعهم إلى عدم تأييدهم له؟ ما دفعنا إلى التسائل هنا، هو الحراك الصارخ في الفترة القصيرة الماضية من أبناء الطائفة العلوية التي صورها النظام على أن وجودها مرتبط ببقاءه في سدة الحكم، والتي باتت ترفض زج أبناء الطائفة في معركة الدفاع عن الأسد ونظامه خاصة بعد إزدياد أعداد الضحايا من العلويين.
"صرخة" كانت إحدى الحملات التي قالت "يكفي" لنظام الأسد, أطلقها نشطاء علويون على مواقع التواصل الإجتماعي وتهدف لحشد الدعم ضد زج العلويين في معركة الدفاع عن الأسد.
كما نُظمت عدة احتجاجات في المناطق التي تقطنها غالبية علوية في الساحل السوري، كان أبرزها في طرطوس، حيث شارك شباب علوي في مسيرات وزعوا خلالها منشورات تدعو الناس للرد على تصاعد ضحايا الحرب وما دار من حديث حول تخلى النظام عن جنوده الذين اعتقلتهم داعش وقتلتهم.
قبل أيام نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريرا يظهر أن العلويين الذين يدعمون بشار الأسد، بدأوا يُظهرون علامات الحيرة والتشكيك بالأسد، بعد أن أصبح بعض أبناء الأقلية العلوية أكثر انتقاداً لطريقة تعامل النظام مع الوضع في سوريا.
وقد كشفت منظمة العدل والتنمية لحقوق الانسان في بيان لها، عن خطط لقيادات في قوات النظام وعلويون مقربين من النظام للتخلص من الاسد وازاحته عن السلطة بعد تزايد الخسائر البشرية في صفوف الضباط والجنود السوريين الموالين للنظام، ونجاح داعش وجبهة النصرة في التمدد في سوريا.