أخبار الآن | الخرطوم – السودان – ( رويترز ) 

طالب مواطنون سودانيون حكومة بَلادِهم النظر َفي خفضِ تكاليفِ المعيشة التي قالوا إنها مرتفعةٌ جداً. ويرى زبائن في العاصمة الخرطوم أن اسعار الخضروات والمنتجاتِ الطازجة تباعُ بأسعار ٍغير منظمَة في ظل ِغيابِ الرقابة الحكومية. 

شهدت العاصمة السوداني الخرطوم  في سبتمبر الماضي احتجاجاتٍ على اسعار الغذاءِ والوقود تخللتها اشتباكات ٌمع الشرطة وقتل على اثرِها العشراتُ واصيب المئات بجروح.   

وفي سوق للمواد الغذائية بوسط الخرطوم يعرض باعة الخضروات منتجاتهم الطازجة والمشترون يدفعون ما يقولون انها اسعار غير منظمة أو مراقبة.

وقال اسماعيل أحد سكان الخرطوم "والله لسة الاسعار ما مرضية للناس يعني بالنسبة للزيت غالي وبالنسبة للطماطم غالية كل شيء غالي ما في حاجة في متناول الناس. الخرفان غالية. بصفة عامة كل شيء غالي."

وقال جاسم مرغني وهو من سكان الخرطوم كذلك "يعني في فوضى في السوق. كل شخص يبيع زي ما هو عايز للاسف الشديد. وانت احيانا تكون مضطر علشان تشتري حتى بيصير غالي بتشتري لأنك انت مضطر تشتري. فما في رقابة على السوق."

وبلغ معدل التضخم السنوي 46.4 بالمئة في أغسطس آب. وترتفع الأسعار في السودان منذ انفصال الجنوب عام 2011 ليأخذ معه ثلاثة ارباع انتاج البلاد من النفط. والنفط مصدر رئيسي للعملة الصعبة في السودان المطلوبة لدعم سعر الجنيه السوداني ودفع تكاليف واردات الغذاء وغيرها من الواردات.

ويقول الصحفي السوداني سنهوري عيسى إنه يتعين على الحكومة بذل المزيد لحماية المستهلكين من أثر فقد العائدات على الاقتصاد الكلي.

وقال عيسى "هنالك خمسة اسباب رئيسية لارتفاع أسعار السلع وبعضها.. هناك اسباب فرعية، الاسباب الرئيسية الخمسة أولها الدولار، ارتفاع سعر الدولار من 3 جنيه إلى 9 جنيه الآن. هنالك تدني في انتاج السلع المحلية وبالتالي الدولة مضطرة انها تستورد هذه السلع. وهنالك ارتفاع في أسعار السلع عالميا وهو السبب التالت منذ سبتمبر 2009 حتى الآن هناك اسعار السلع الرئيسية ترتفع كالأرز والدقيق والقمح والزيوت. والسبب الرابع هوالمضاربات من التجار والسبب الخامس هو ضعف الرقابة من الدولة على هذه الأسواق."

ويشتهر السودان بخصوبة أرضه وسهولة الحصول على مياه النيل لكنه يعتمد جزئيا على الغذاء المستورد بسبب ما يعاني منه قطاع الزراعة منذ سنوات من سوء إدارة وفساد وارتفاع الضرائب.

وفي العام الماضي حاولت الحكومة خفض وارداتها من القمح وزيادة الانتاج المحلي وعرضت سعرا قريبا من الأسعار العالمية. واصبح تطوير صناعة السكر كذلك من الأولويات مثل التنقيب عن الذهب من أجل انعاش الاقتصاد.

لكن العائدات مازالت غير كافية لتعويض المليارات من عائدات النفط المفقودة.

ويقول علي حمزة "الأسعار غالية بالنسبة للناس والدخل بتاع الناس ذات الدخل البسيط بتاع الناس. بالنسبة للخرفان يعني زول (شخص) اشترى خروف بمليون ونص ياكل ويشرب باقي الشهر بشنو؟"

وفي عيد الاضحى في وقت سابق هذا الشهر قال العديد من السودانيين انهم لم يستطيعوا شراء الاضاحي بسبب ارتفاع اسعارها.

وقال عيسى الصحفي "التحرير (سياسة السوق الحرة) ليس عنده قداسة في انه يمنع الدولة تتدخل. التدخل هنا كلمة مفتوحة ليس معناها انها تتدخل بانها تراقب لكنها تتدخل بانها تؤمن هذه السلع وبالتالي الآن لو الحكومة تدخلت بدعم بعض السلع زي القمح ووفرته وتحملت فرق السعر بتاعه اصبحت سلعة الخبز متوفرة لدى المواطن وبالتالي دي رقابة، رقابة ان الدولة لو أطلقت اليد في سعر القمح كان سعر الرغيف ما في متناول يد المستهلك."

وارتفاع تكاليف المعيشة من القضايا المهمة المتعلقة بالانتخابات المقررة العام المقبل.