أخبار الآن | حلب – سوريا – ( عمار البكور )

 

يستخدم تنظيم "داعش" مطار الجراح العسكري كقاعدة عسكرية لتدريب عناصره ويعد المطار أهم قاعدة عسكرية لداعش في سوريا بالإضافة إلى مواقع عسكرية سرية صغيرة، ويمكن للتنظيم أن يحلق بطائرة إذا ما استطاع تأمين مختصين، كون المطار مخصص بمدارج طائرات، ويحتوي 6 طائرات تدريبية من نوع لام 39 الغير قتالية محصنة داخل هنكارات "بلوكوسات" إسمنتية مغطاة بالأتربة منذ أن كان نظام الأسد يسيطر عليه.

ماذا يفعل داعش بالمطار؟

يعد مطار كشيش (الجراح) أهم مركز تدريبي لـ"داعش" في سوريا حيث يقيم التنظيم في المطار دورات صاعقة وتدريب على السلاح ودروس رياضة للمنتسبين الجدد في صفوفه والذين تتراوح أعماره بين الـ13 عاماً والـ18 عشر عام، ويدرب داعش في كل دورة عسكرية نحو 400 شاباً معظمهم دون سن الرشد، بينما عدد المتمركزين فيه بشكل دائم 300 مسلحاً أحياناً يصل عددهم الكلي إلى 2000 عنصر بين متدرب ومدرب ومتمركز في المطار.

وعن إمكانية استخدام الطائرة "lam 39" قال مختص عسكري لمراسل "أخبار الآن" الطائرة الحربية لام 39 طائرة تدريبة من الجيل الثالث، تستخدم للتدريب المتقدم، كما يمكن استخدامها بمهام هجومية خفيفة على مسافات منخفضة، وبأنها الأكثر استخداماً بالعالم لتدريب الطيارين، ويمكن أن تحمل رشاشاً متوسط، ولكنها غير قادرة على شن هجمات صاروخية مركّزة، وبأن 30 دولة بالعالم تمتلك طائرة اللام 39 وبعض الدول تستخدمها للاستطلاع إضافة للتدريب".

لم يشاهد مراسل "أخبار الآن" تحليق داعش بالطائرة، بينما أفاد عدد من أهالي قريتي كشيش والجراح أن التنظيم فعلاً حلق لمسافة قصيرة بطائرة من نوع لام 39، وبأن 3 ضباط طيارين من العراق انضموا لصفوف التنظيم ومنذ شهرين وصلوا إلى مطار الجراح، وعليه استهدف التحالف الدولي مطار كشيش بـ4 غارات جوية أدت لدمار بعض تحصينات التنظيم داخل المطار دون أن يستطيع المراسل معرفة حجم الخسائر.

كيف ومتى فقد النظام السيطرة على المطار؟

حرر الجيش الحر مطار كشيش أو (الجراح) في ربيع عام 2013، وأطلقوا عليه اسم مطار محمود نداف نسبة لقائد المعركة الذي قضى في معركة السيطرة على المطار، وأجرت حركة أحرار الشام حينها صيانة للطائرات الـ6 عبر ضباط مختصين منشقين عن النظام بهدف تدريب الثوار على التحليق بالطائرات، وحلقت الحركة بطائرة واحدة في عام 2013 لمسافة قصيرة وهبطت.

وفي أوائل عام 2014 انتزع داعش السيطرة على المطار ريف حلب الشرقي، ما أجبر الضباط المختصين في المطار على المغادرة مع حركة أحرار الشام، ومن حينها يسعى داعش للحصول على مختصين للتحليق بالطائرات الـ6، ولم يلقى تجاوباً من الضباط السوريين المنشقين عن النظام لعدم الثقة بالتنظيم، وبسبب أحاديث الكثير أن التنظيم متآمر مع نظام الأسد، بينما تشير المعلومات أن التنظيم منذ شهرين حصل على طيارين عراقيين كانوا ضباطاً في الجيش العراقي قبل سقوط نظام صدام حسين.

استراتيجياً أين يقع المطار؟

يقع مطار كشيش أو (الجراح) شرق مدينة حلب بنحو 85 كيلو متر، وجنوب مدينة منبج بـ25 كيلومتر، وشمال غرب مدينة مسكنة بـ20 كيلومتر، وشمال شرق مدينة دير حافر بـ10 كيلومترات، وتبعد بلدة الخفسة عنه 8 كيلومترات، بينما يحيط بالمطار قريتي كشيش والجراح واللتين يبعدان عنه نحو 2.5 كيلو متر وعليه سميّ المطار العسكري باسمهما، ويتربع المطار في أرض زراعية سهلة معظمها مزروعة بالقمح والشعير والقطن.

تزيد مساحة مطار كشيش عن الـ20 هكتاراً، ويحتوي على ملاجئ إسمنتية "بلوكسات" لتحصين العناصر تحت الأرض، كما يوجد في المطار "فيولات" تشغيل للطائرات، ونسبة قليلة من مادة الكيروسين لأن نظام الأسد كان يزود طائرات "كشيش" بالوقود "كيروسين" من مطار رسم العبود "كويرس" العسكري الذي يعد الأضخم في الشرق الأوسط، ويحتوي كلية جوية لتدريب الضباط على الطيران والذي مازال النظام يسيطر عليه ويحاصره داعش، بينما يعد مطار كشيش رديفاً لمطار كويرس شمال سوريا والذي يبعد نحو 60 كيلو متر عن الحدود التركية.

ومنذ عام ونصف يشن نظام الأسد غارات جوية على مطار كشيش العسكري بين الأسبوع والآخر دون أن يؤثر بالتنظيم حسب أهالي قريتي كشيش والجراح، وعليه اتبع التنظيم مؤخراً سياسة تفريق مقراته، وجعل المساحة بعيدة بين المقر والآخر كما عمد التنظيم على إقامة مقرات تدريبية عسكرية سرية لم يستطع مراسل "أخبار الآن" معرفة أماكنها.