أخبار الآن | دمشق – سوريا – (سوزان أحمد)

جاء إعلان التحالفات والتجمعات العسكرية في الغوطة الشرقية مؤخراً، استجابة للأصوات المتعالية منذ بداية الثورة والمطالبة بتوحيد الجهود لمواجهة نظام الأسد. فصدر خلال أقل من شهر واحد بيانات تشكل جيوش موحدة وعدة فصائل منضوية تحت راية واحدة بهدف ضرب النظام.

القيادة العسكرية الموحدة للغوطة الشرقية بقيادة زهران علوش قائد جيش الإسلام، وجيش الأمة، وفيلق عمر تحت مسمى تجمع الشهيد أحمد العبدو  هي التشكيلات الجديدة التي ظهرت لتعمل على واحدة من أكبر الجبهات في سوريا، وفق أبو محمد قناص أحد عناصر الجيش الحر في الغوطة الشرقية.

يرى أبو محمد أن الثورة السورية بحاجة لتوحيد الرؤى والأهداف لأن الانقسامات التي نخرت جسد الثورة عسكرياً وسياسياً شكلت عائقاً في تقدمها نحو تحقيق هدفها. ويقول "يوجد فرصة حقيقية لتوحيد كلمة الثوار ولكن عليهم أولاً نبذ الخلافات وتنحية المصالح الضيقة، لاسيما أن أغلب التشكيلات العسكرية العاملة في الغوطة لها مقاتلين على أسخن الجبهات وباتوا على أبواب دمشق."

ويستطرد مؤكداً حقيقة أن الثوار في خندق واحد على أرض المعركة، وأن الخلافات ليست جوهرية في كثير من الأحيان، فحب الظهور لدى البعض والأنانية التي عززها الداعمون غيرت النفوس، كما أن الخلافات التي يثيرها رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تؤثر سلباً على أداء المقاتلين على الأرض؛ ولكنه يعوّل على الوعي لدى القادة الممسكين بزمام الأمور.

ويشير مدير المكتب الإعلامي لجيش الأمة أمير الشامي، إلى أهمية تشكل جيش الأمة كونه توحيد للجهود واندماج كامل لعدة كيانات عسكرية في جسد واحد ما من شأنه أن يكون قوة عسكرية منظمة على امتداد الأراضي السورية؛ محدداً أهدافه بإسقاط النظام وأركانه بكافة رموزه، وحماية المدنيين، والحفاظ على وحدة التراب السوري، إضافة إلى تنسيق العمل العسكري مع كافة الفصائل والقيادات.

ويضيف الشامي في حديثه لأخبار الآن "تشكيلنا لا يمنعنا أبداً من التنسيق بشكل كامل مع جميع التشكيلات الأخرى، فنحن في خندق واحد ونقاتل على عدة جبهات ضد نظام الأسد. ولم نكد نبدأ بالعمل تحت راية واحدة حتى وجهنا ضربة قوية للنظام على جبهة الدخانية، كما وتم تحريك بعض الجبهات التي كانت هادئة."

من جهته يقول عدي الناصر المتحدث باسم تجمع الشهيد أحمد العبدو، "بعد دراسة الخارطة العسكرية في سوريا عموماً والغوطة الشرقية خصوصاً وإعادة ترتيب الأوراق العسكرية، أدركنا ضرورة التوحد تحت قيادة واحدة ذات هدف واحد لتحقيق التقدم العسكري المرجو وإسقاط النظام."

ويؤكد الناصر في حديثه لأخبار الآن أنهم على تنسيق عالٍ مع القيادة الموحدة والفصائل الأخرى العاملة في الغوطة، وأن التجمع يهدف إلى توحيد الجهود تحت قيادة عسكرية واحدة، وفك الحصار عن الغوطة الشرقية، والتقدم العسكري اتجاه العاصمة دمشق، وحماية المدنيين العزل من بطش قوات الأسد، إضافة إلى تشكيل غرفة عمليات يشرف عليها ضباط منشقون ذو خبرة عسكرية عالية.

يشار إلى أن جبهات الغوطة الشرقية ومحيط العاصمة دمشق شهد تقدماً ملحوظاً لمقاتلي الجيش الحر والفصائل المقاتلة ضد نظام الأسد منذ إعلان تشكل القيادة الموحدة وتوحد بعض التشكيلات العسكرية، كان أبرزها خروج بلدة الدخانية عن سيطرة النظام ووقوعها بيد الثوار ما يجعلهم على مشارف دمشق؛ ويرفع الآمال بفك حصار الغوطة الذي طال لأكثر من عام ونصف.