أخبار الآن | ريف درعا – سوريا – فريد فلاحة
 

 

تقع مدينة نوى في الجنوب السوري، في المنطقة الشمالية الغربية من سهل حوران. تبعد 10 كم عن الحدود مع الجولان السوري.

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

لا شك بأن كل بقعة أرض في سوريا تأثرت بالأحداث المستمرة منذ ما يزيد عن الثلاث سنوات، و تغير التوزيع الديموغرافي جزاء من التبعات لهذه الحرب المستمرة. 

في بدايات عام 2011 بلغ عدد سكان نوى 110 آلاف نسمة، و مع النزوح المتكرر للأهالي منذ بداية الثورة في سوريا وقيام النظام بشن حملات عسكرية على المدينة عبر إمطارها بالصواريخ وقذائف المدفعية والغارات الجوية والبراميل المتفجرة أصبح عدد سكانها حالياً 10 آلاف نسمة تقريباً.

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

التسمية :

يرجع اسم نوى لشكلها الذي يشبه النواة، إذ لا يمكن للناظر أن يراها كاملة من جهة واحدة. فهي تمتد بما يقارب 7 كم من الشمال إلى الجنوب، و 6 كم عرضاً من الغرب للشرق.

تاريخ المدينة :

تحوي نوى عددا من الآثار التاريخية منها مقام الإمام محي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مرة النووي "الإمام النووي". هذا بالإضافة الى عددا من الآثارالرومانية ، والمعابد الوثنية.

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

كما يوجد في قرية الشيخ سعد التي تتبع للمدينة عدة مقامات وهي : مقام النبي أيوب ، مقام الصحابي سعد بن عبادة ( أحد أبرز رموز نوى الدينية).

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

تفتخر المدينة بعلم من أعلام الأمة الإسلامية الذي سمي نسبة إليها وهو : "الإمام النووي"، والذي لا يكاد يخلو بيت مسلم من أحد مؤلفاته كرياض الصالحين والأذكار والأربعون النووية.  

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

ويعتبر جامع الإمام النووي القديم (الجامع العمري) أقدم مساجد نوى، وهو الذي انطلقت منه أولى المظاهرات في المدينة مع بداية الثورة السورية.

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

ويتميز الجامع أيضا بشجرة البطم المتواجدة في ساحته، و التي يزيد عمرها عن 500 عام و هي أيضاً احد أهم معالم المدينة.

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

"ليوان المذيب"، أقدم بيت أثري في المدينة. والذي كان منزل المجاهد الشيخ مطلق المذيب أحد أكبر مشايخ الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين.

نوى في ظل الثورة:  

التقى مراسل أخبار الآن برئيس المكتب الإعلامي في المدينة "أبو حمزة " الذي حدثه عن الثورة السورية  في نوى: "كانت نوى في طليعة المدن التي لبت نداء الفزعة في 21/3/2011، إذ خرج ما يقارب 60 ألف نسمة من المدينة سيراً على الأقدام لنصرة أهلهم في درعا البلد".  

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

"نتيجة لذلك تعرضت المدينة للحصار بعد حادثة الهجوم على مبنى الأمن العسكري بتاريخ 21/4/2011، و استمر الحصار الخانق على المدينة حتى تاريخ 17/5/2011. بعد ذلك تم اجتياح المدينة بواسطة 30 ألف جندي، و أكثر من 250 دبابة و آلية عسكرية.

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

بعد الاجتياح تمركزت قوات النظام داخل المدينة وفرضت عدة حواجز معززة بعشرات الجنود وعدد من الدبابات فقطعت أوصال المدينة ما تسبب بصعوبة تنقل الأهالي بين بعضهم وأجبر الكثيرين على عبور حواجز الجيش والتعرض لخطر حملات الاعتقال التي كانت تتم بشكل يومي".

تحرير المدينة:

في صبيحة اليوم السابع من رمضان الماضي الموافق لـ 17/7/2013، بدأت عملية تحرير المدينة وبعد ان استطاع الجيش الحر تحريرها بالكامل . بدأت حكاية جديدة مع النظام الذي كان يعمل جاهداً منذ بداية الثورة إلى تحييد المدينة عن الحراك الثوري لجعلها مركز لانطلاق عملياته عند اقتحام مختلف مناطق حوران.

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

أضاف لنا " أبو حمزة " : ارتكب نظام الأسد عدد كبير من المجازر خلال فترة حصاره للمدينة كان أبرزها مجزرة العيد. حين تم تفجير أحد السيارات التي كانت تقل العوائل التي تحاول دخول المدينة من أحد الطرق الزراعية، و بلغ عدد الشهداء حينها 26 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء.

لم يكتف النظام بالحصار فقط بل كثف غاراته الجوية على المدينة وتم تسجيل حوالي 350 غارة جوية منذ سيطرة الثوار على نوى. واختلفت الغارات مابين براميل وصواريخ ميغ أدت لدمار واسع في البنى التحتية ومنازل المدنيين. ناهيك عن أعداد الشهداء والجرحى والإصابات الدائمة و الإعاقات. إذ بلغ إجمالي شهداء نوى حتى يومنا هذا حوالي 450 شهيداً موثقين بالاسم. لم يسلم كذلك الموتى في نوى من براميل الموت حيث تم استهداف مقبرة الإمام النووي بالبراميل.

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

فك الحصار عن المدينة:

استطاع الثوار كسر الحصار الذي فرضه النظام لنحو عام، إذ شنوا صبيحة يوم 24/4/2014 هجوماً كاسحاً على معاقل النظام في تل الجابية وسيطروا عليه خلال ساعات وفتحوا بذلك طريقاً آمناً لدخول وخروج المدنيين من وإلى المدينة. 

و استمر الجيش الحر ليعلن منذ فترة قريبة تحريره لتل الجموع بتاريخ 14/6/2014 والذي يعد أهم دعائم النظام في منطقة الريف الغربي من درعا ، ليصبح الطريق إلى نوى سالكاً وبسهولة, وإلى القنيطرة والريف الغربي والجنوبي من درعا. وبعد تحرير المدينة قام بعض الناشطين بكتابة لافتات لتوعية المدنيين والثوار إلى أن نصرهم ليس بقوتهم وسلاحهم إنما بقوة عقيدتهم وإيمانهم بانتصار ثورتهم مثل العبارة (هي لله .. ثورتنا ليست بسلاحنا.. بل بقوة عقيدتنا وحسن أخلاقنا).

المستشفى الميداني:

حكاية مدينة : نوى التي خلت من سكانها

يقوم مستشفى المدينة الميداني الوحيد بإسعاف الجرحى بمعدات بدائية ويعاني نقصاً حاداً في الأدوية و المعدات و الكوادر الطبية.