نواكشوط, 23 يونيو, وكالات – 

في موريتانيا  حصل الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز على اكثر من 80 بالمئة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية السبت ضامنا بذلك غالبية واسعة امام منافسيه الاربعة، بحسب نتائج رسمية موقتة نشرت الاحد.

وتنافس مع الرئيس الحالي اربعة مرشحين من بينهم امرأة هي مريم بنت مولاي ادريس (57 سنة) والناشط الحقوقي بيرام ولد داه ولد اعبيد رئيس منظمة المبادرة من اجل احياء الكفاح ضد العبودية. ووصلت نسبة المشاركة في الانتخابات الى 56%.

وحصل عبد العزيز على  81,89% من الاصوات، حسب ما اعلن رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عبدالله ولد سويد احمد. واحتل عبد العزيز المرتبة الاولى امام بيرام ولد داه ولد عبيد الذي حصد %8,67 من الاصوات (61218 صوتا).

وحل المرشح بيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام المعتدل ورئيس منظمة المبادرة من اجل احياء الكفاح ضد العبودية في المرتبة الثالثة مع 4,50% (31773 صوتا). وحل رابعا القيادي الزنجي ابراهيم مختار صار النائب والصحافي السابق ورئيس تحالف الديموقراطية والعدالة/ الحركة من اجل التجديد مع 4,44% (31368 صوتا)

وحلت في المرتبة الاخيرة المرأة الوحيدة التي ترشحت للانتخابات الرئاسية وهي مريم بنت مولاي ادريس مع 0,49% (3434 صوتا).

ووصلت نسبة المشاركة الى 56,46%.

وامام المرشحين مهلة 48 ساعة للطعن بنتائج الانتخابات امام المجلس الدستوري الذي سيعلن النتائج النهائية.

ومن رهانات الاقتراع نسبة مشاركة الناخبين لا سيما ان اكبر المعارضين المتجمعين في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة “متشددة”) دعت الى مقاطعة انتخابات قالت ان “نظاما دكتاتوريا” نظمها بشكل “احادي الجانب”.

واعتبر المنتدى انه اذا تبينت نسبة مشاركة ضعيفة فسيكون ذلك بمثابة نجاح لها واستياء من الرئيس الحالي ونظامه وسياسته.

ومنذ مساء السبت وقبل انتهاء الاقتراع اعتبر رئيس المنتدى الشيخ سيدي احمد ولد بابامين، دون تقديم ارقام، ان نداء المقاطعة “كان ناجحا تماما” وقال ان نواكشوط كانت تقريبا “مدينة اشباح” خلال الاقتراع.

وبعد اغلاق حوالى ثلاثة الاف مركز اقتراع مساء السبت بدأت عملية الفرز وما زالت متواصلة صباح الاحد وفق اللجنة الانتخابية.

وبلغت نسبة المشاركة 46 بالمئة عصر السبت وقد تكون ما بين خمسين الى ستين في المئة وفق مصدر قريب من اللجنة.

ولدى زيارة عدة مراكز اقتراع لم يلاحظ مراسلو فرانس برس طوابير انتظار  طويلة بل عددا طبيعيا من الناخبين اتوا لاختيار رئيسهم لخمس سنوات.

وترشح الرئيس الحالي (57 سنة) الذي كان جنرالا وتولى الحكم اثر انقلاب عسكري في 2008، ونظم انتخابات فاز بها بعد سنة في ظروف طعنت فيها المعارضة.

والمرشحان الاخران هما بيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام (سبعة نواب في الجمعية الوطنية)، والقيادي الزنجي إبراهيم مختار صار، النائب والصحافي السابق ورئيس تحالف الديموقراطية والعدالة/الحركة من اجل التجديد (نائبان معارضان).

وسجلت موريتانيا البلد الصحراوي الشاسع الذي يعد 3,8 مليون نسمة، والمطل على المحيط الاطلسي والذي تزخر اراضيها بمعدن الحديد ومياهه بالسمك، واصبح يستغل النفط منذ 2006، خلال 2013 نسبة نمو بلغت ستة بالمئة.

وفضلا عن استئصال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الذي كان يهيمن على موريتانيا قبل توليه الحكم في 2008، يفتخر الرئيس الموريتاني الحالي بانه خفض نسبة التضخم الى اقل من خمسة بالمئة وانتهج سياسة ساعدت الاكثر فقرا.

واشرف على الانتخابات التي دعي الى المشاركة فيها 1,3 مليون ناخب 700 مراقب، مئتان منهم اتوا من الخارج.

وكان يرأس مراقبي الاتحاد الافريقي رئيس الوزراء التونسي السابق الباجي قائد السبسي.

وخلال لقاء مع الصحافيين مساء الاحد في نواكشوط، اعرب السبسي عن ارتياحه لسير العملية الانتخابية استنادا الى تقارير مراقبي فريقه المؤلف من 46 شخصا والذين زاروا مختلف مناطق البلاد.

وقال “بالاجمال، جرت هذه الانتخابات بسلام وفي جو من التسامح السياسي (…) اشيد بحس المواطنة لدى الموريتانيين”.

وذكر بان الانتخابات جرت بغياب قسم من الطبقة السياسية في اشارة الى المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة “متشددة”) الذي دعا الى مقاطعة الانتخابات.

واشار الى ان بعثة مراقبي الاتحاد الافريقي “طلبت من الحكومة ومن الاحزاب السياسية مواصلة التشاور السياسي ما بعد هذه الانتخابات” وطلبت من الاحزاب مواصلة الحوار من اجل “المساهمة في اي تحسين من شأنه ان يكون مفيدا للعملية الانتخابية” في البلاد