طرابلس,23 يونيو, رويترز

في ليبيا تجرى ثاني انتخابات عامة منذ الاطاحة بمعمر القذافي عام 2011 هذا الأسبوع رغم الفوضى السياسية المتزايدة والمصاعب التنظيمية واحتمالات تدني نسبة الاقبال على التصويت.

لكن الأمن ما زال يمثل قلقا حقيقيا ويقول بعض سكان طرابلس إنهم يأملون أن يعمل الفائزون في تلك الانتخابات أيا كانوا على تحسين الوضع. وتواجه الانتخابات تحديات هائلة.

فالأزمة مُستحكمة بين الحكومة والبرلمان وتمارس الميليشيات والجماعات القبلية نفوذها على أجزاء من البلاد في حين يشن اللواء المتقاعد خليفة حفتر حملة دون تنسيق مع الدولة ضد متشددين في الشرق.

ويستعد الليبيون للمشاركة في الانتخابات التي تجرى يوم الأربعاء (25 يونيو حزيران). وتغطي ملصقات المرشحين شوارع العاصمة طرابلس قبيل الانتخابات التي يأمل المراقبون أن تسهم في نزع فتيل التوترات المتصاعدة في البلاد.

وقال مواطن يدعى سليمان البرعصى “نحن أملنا فى الانتخابات اللي جاية. والغريق يتعلق بقشة. ونحن الانتخابات اللي فاتت خدلتنا ونحن نتمنى فى هدول انهم يمشو البلاد لقدام ويسيروا القانون فى البلاد.”

وقال ليبي آخر من سكان طرابلس يدعى محمود ابو شعالة ان ما يخشاه ألا يكون موعد اجراء الانتخابات مع اقتراب شهر رمضان مناسبا. وأضاف أبو شعالة “ان الوقت اللي تم اختيار البرلمان فيه وقت حرج ووقت ضيق وقت دخول شهر رمضان والمعارك اللي صايرة فى بنغازى واللي صايرة فى درنة. فهذا كله يشكل دوشة ويؤثر ويخرب ويفسد فى العملية الانتخابية.”

ورفض سعيد القصبى رئيس غرفة العمليات الرئيسية بالمفوضية العليا للانتخابات ما يبديه دبلوماسيون أجانب من شكوك في قدرة طرابلس على تنظيم انتخابات خلال شهر فقط. وقال السايح لرويترز إن الاستعدادات للانتخابات المزمعة في 25 يونيو حزيران تجري بشكل جيد وان العاملين تم تدريبهم.

واضاف القصبي “ان المشاكل الفنية مقدور عليها ونستطيع التغلب عليها فى أى وقت واللوجستية أيضا بس المشاكل الامنية نتمنى من الله ألا تحدت هدى المشاكل حتى نتمكن من القيام بهذه العملية على أكمل وجه.”

وبدلا من أن تستغرق الاستعدادات عدة أشهر كما يتوقع الدبلوماسيون اختارت مفوضية الانتخابات الاسراع بإجراء الاقتراع.

وعبر رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح عن ثقته في نجاح هذه المبادرة.

وقال “بنغازي المؤشرات كلها إيجابية بخصوص تنفيد العملية الانتخابية يوم 25. يعنى لدينا تقارير ولدينا تواصل مع جميع الاطراف من خلال مكتب اللجنة وفرعنا فى بنغازي.”

واضاف “كمفوضية وعملية انتخابية ليست لدينا أى مشاكل فيما يتعلق بدوائر الجنوب. بس هي الأحداث الامنية تتكفل بيها مديريات الامن الموجودة فيها فى الجنوب.”

ويأمل جيران ليبيا وشركاؤها من الدول الغربية أن تكون الانتخابات دفعة لبناء الدولة وتساعد البلد المنتج للنفط على تجاوز بعض من انقساماته العميقة بين المتشددين والقوى الأكثر اعتدالا فضلا عن القبائل والأقاليم المتنافسة.

ويبدو أن الاقبال على التصويت سيكون ضعيفا. وسجل أكثر من 1.5 مليون شخص أسماءهم وهو ما يقترب من نصف عدد من سجلوا أسماءهم في يوليو عام 2012 في أول انتخابات حرة في ليبيا منذ أكثر من 40 سنة.

وسيضم البرلمان الجديد 200 مقعد لكنه سيسمى مجلس النواب ليحل محل المؤتمر الوطني العام الذي يربطه كثير من الليبيين بالأزمة المستحكمة في البلاد.

ولم يسجل سوى 10087 ناخبا اسماءهم في الخارج مما يعكس ضيق الوقت لاجراء الانتخابات في السفارات.

وسوف تشوب الانتخابات أيضا مقاطعة أقلية الأمازيغ التي تطالب بدور أكبر في لجنة كتابة الدستور . وسيطر الأمازيغ على منشآت نفطية في السابق للضغط من أجل تنفيذ مطالبهم.