اعلنت الحكومة التركية ارتفاع حصيلةَ حادثِ المنجم الذي وقع الثلاثاء في غرب تركيا الى  245 قتيلا ، وقالت الحكومة إنها أمرتَ بفتحِ تحقيق عاجل في حادث المنجم . وقالت الحكومة انها تمكنت من انقاذ اكثر من 450 شخص.
مشيرة إلى أن نحو 120 عاملا محتجزون طبقا لارقام الشركة المحلية.
             
وادلى اردوغان بهذا التصريح امام الصحافيين في سوما المدينة التي وقعت فيها الكارثة حيث وصل مع اعضاء من حكومته لتفقد الموقع كما افادت شبكة “سي ان ان تورك”.
وكانت السلطات التركية قالت إن الآمال بالعثور على ناجين تتضاءل اثر الانفجار داخل منجم الفحم في محافظة مانيسا غرب البلاد .
 
وإثر هذه المأساة التي تعتبر احدى اسوأ الكوارث الصناعية التي تشهدها تركيا، اعلنت انقرة الحداد الوطني لثلاثة ايام.
 يشار إلى أن لانفجارات داخل المناجم تقع باستمرار في تركيا وخصوصا في تلك التابعة للقطاع الخاص.
والحادث الاخطر وقع العام 1992 حين قضى  مئتان وثلاثة وستون عاملا في انفجار للغاز داخل منجم زونغول داك.  
   
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان “بسبب الكارثة التي وقعت في منجم سوما، اعلن الحداد الوطني لثلاثة ايام اعتبارا من 13 ايار/مايو”.
             
وسيتوجه رئيس الوزراء الذي الغى زيارة الى البانيا، ظهرا الى المنطقة.
             
كما الغى الرئيس التركي عبد الله غول زيارة الى الصين وسيزور سوما الخميس.
             
والحادث الذي سببه انفجار تلاه حريق وقع في منجم للفحم في سوما، المدينة الواقعة على بعد مئة كلم من ازمير (غرب).
             
وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلدز صابح الاربعاء اثناء تفقده المكان ان “الامال بالعثور على ناجين تتضاءل” معلنا ان الحصيلة بلغت 205 قتلى.
             
             
وعزا الوزير سبب تشاؤمه الى واقع ان “الحريق مستمر” في المنجم الواقع في سوما بمحافظة مانيسا.
             
لكن وكالة الانباء التركية الرسمية قالت ان ستة عمال سحبوا احياء من المنجم صباحا لكن بدون اعطاء توضيحات حول وضعهم الصحي.
             
وكان يلدز اعلن في وقت سابق انه تم انقاذ 363 من عمال المنجم بعد وقوع المأساة.
             
وقالت السلطات ان 787 عاملا كانوا في منجم الفحم عند وقوع انفجار وحريق بعد ظهر الثلاثاء.
             
وكان يلدز اعلن في وقت سابق ان  “حصيلة القتلى التي هي اصلا مرتفعة وصلت الى نقطة مقلقة”.
             
وواجهت الحكومة الاسلامية-المحافظة انتقادات بسبب وجود اهمال محتمل.
             
لكن الوزير التركي حاول الطمأنة في هذا الشأن قائلا “في حال كان هناك اهمال فلن نسكت عن ذلك. سوف نتخذ كل الاجراءات الضرورية ومن بينها اجراءات ادارة وشرعية”.
             
من جانب اخر اطلق مكتب المدعي العام المحلي الاربعاء تحقيقا محليا في الحادث.
             
وكانت فرق الانقاذ تعمل صباح الاربعاء في الموقع وتبعد الصحافيين والفضوليين عن المنطقة.
             
وانتشر العديد من عناصر الدرك والشرطة في محيط الموقع لتسهيل دخول وخروج سيارات الاسعاف بين موقع الكارثة ومستشفى سوما حيث يوجد المنجم.
             
وعلقت الوكالة التركية المكلفة الاحوال الطارئة لوائح طويلة عليها اسماء الجرحى والمستشفيات التي يتواحدون فيها.
             
وقالت امرأة خمسينية لوكالة فرانس برس “انتظر انباء عن ابني” مضيفة “ليس لدي اي خبر عنه ولم يخرج بعد”.
             
وقال احد عمال المنجم ويدعى كوسكون “سبق ان وقعت حوادث محدودة هنا لكنها المرة الاولى نشهد فيها حادثا مماثلا وبهذه الخطورة”.
             
واعتبرت شركة سوما كومور للمناجم في بيان ان الانهيار “حادث ماسوي”، مضيفة “المؤسف ان عددا من عمالنا قضوا في هذا الحادث. وقع الحادث رغم اكبر قدر من الاجراءات الامنية و(عمليات) التفتيش لكننا نجحنا في التدخل سريعا”.
             
واوضح وزير العمل والامن الاجتماعي التركي ان المنجم تمت معاينته اخر مرة في 17 اذار/مارس وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه.
             
لكن العامل اوكتاي بيرين قال “ليس هناك اي سلامة داخل هذا المنجم. النقابات ليست سوى دمى والادارة لا تفكر الا في المال”.
             
وقال زميله تورغوت سيدال “هناك اناس يموتون في الداخل وجرحى، كل ذلك من اجل المال”.
             
واوضح الاختصاصي في الصناعة المنجمية فيدات ديداري لفرانس برس ان “الخطر الرئيسي يتمثل في نقص الاوكسيجين”، مضيفا “اذا كانت اجهزة التهوئة معطلة فان العمال قد يقضون خلال ساعة”.
             
وقدم رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رمبوي تعازيه لتركيا.
             
وقال في بيان “اود ان اعبر عن تعازي الحارة وتعاطفي الشديد للحكومة التركية ولكل المتضررين من الحادث المأساوي”.
             
وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس المؤمنين الكاثوليك في العالم الى الصلاة من اجل عمال المنجم الاتراك الذين قتلوا في حادث سوما والذين لا يزالون عالقين تحت الانقاض.