أخبار الآن | دمشق – سوريا – (محمّد صلاح الدّين):

   مخاوف الأسد لا تتعلّق فقط بالإيرانيين أنفسهم و من ورائهم حزب الله اللبناني “حالش”، بل تتعدّاها لتصل إلى قوّاته و قادته الميدانيين الّذين يعتمد عليهم كليّاً للحفاظ على السلطة، فبدأ الأسد بعملية أشبه بالفرز يحاول من خلالها التمييز بين “الوطني” الموالي للأسد و “العميل” المرتبط بأجندات جهات يعتبرها خارجيّة حتّى لو كانت هذه الجهات هي أكبر الداعمين له و أبرز حلفاءه.

ضابطٌ في جيش النّظام برتبة عقيد تتحفّظ أخبار الآن على ذكر اسمه قال إنّ مستوى الرقابة التي يخضع لها كبار الضبّاط في الجيش و الأجهزة الأمنية ارتفع بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة ، فباتت أجهزة التجسس الهاتفي (المصنوعة في الصين) تطال هواتف جميع الضبّاط الكبار بشكل علني بذريعة الحذر من أي خيانة داخلية قد يُقدم عليها أحد العناصر، إضافة إلى الرقابة المفروضة أساساً على مكالمات الهاتف الخُماسي الذي يربط كل وحدات الجيش ببعضها عبر كيبل محوري.

   إجراءات إضافية خضع لها الضبّاط بحسب العقيد، و هي تغيير مفاجئ يكون من نصيب الحرّاس الشخصيين والسائقين كما حصل مؤخرّاً مع العميد في قوّات الحرس الجمهوري “عصام زهر الدّين” الذي خضع اثنين من سائقيه للتحقيق بعد تغيير مكان خدمتهم، و على الرغم من الخدمات الجليّة الّتي قدمها زهر الدّين للأسد الّذي يُعد من أفضل القادة الميدانيين وأكثرهم خبرةً في جيش الأسد، لكنّ علاقة العميد زهر الدّين بضبّاط من حزب الله والحرس الثوري خلال فترة القتال في داريا ومن بعدها ادلب جعلت النظام يتبّع هذه الإجراءات الوقائية.

  لا يبدو أنّ الأسد مقتنعٌ تماماً بتحكّم إيران وحزب الله بقواعد الحرب الدائرة في البلاد، لكنّ عجز جيشه عن الصمود منفرداً في وجه الثوّار يُجبره على تقديم التنازلات لحلفائه الّذين يخشى منهم، بساعة غدر تطيح به، و هو ما يدفعه الآن إلى إجراء “مناورات” تضمن له دوراً مستقبليّاً مع حلفاءه من جهة و مع المجتمع الدولي من جهة أخرى. 

 

يمكنكم ايضا الاطلاع على :-

اجراءات النظام السوري بوجه تغول إيران: استبدال قائد شيعي بآخر علوي!