دمشق، سوريا، 20 مارس، (سوزان أحمد، أخبار الآن) –

أثار قرار وزارة الخارجية والمغتربين السورية بتعليق عمل السفارات السورية في عدد من دول الخليج والدول الأوروبية، والمعلن على الموقع الإلكتروني الرسمي للوزارة، سخط واستياء العديد من السوريين في الخارج.

وبالرغم من أن البيان لم يحدد تاريخ دخوله حيز التنفيذ، إلا أنه سبب قلق المغتربين السوريين في الدول التي توقفت السفارات فيها عن العمل، إذ إن من شأنه أن يزيد من معاناتاهم وقد تتفاقم الأمور وتكلفهم عملهم أو حتى قدرتهم على البقاء في هذه الدول.

وقد ورد في البيان تكليف عدة سفارات أخرى بمتابعة شؤون السوريين الموجودين في دول لا توجد فيها سفارة أو قنصلية سورية، كتكليف السفارة السورية في المنامة بمتابعة شؤون السوريين في المملكة السعودية في حين تتولى السفارة السورية في أبوظبي متابعة أمور السوريين المقيمين في دولة الكويت. 

ويأتي هذا البيان كخطوة استباقية يقوم بها النظام السوري لإدراكه أن هذه السفارات سيتم تسليمها للمعارضة بعد بضعة أشهر، كما يرى المستشار القانوني للأمانة العامة للائتلاف الوطني محمد صبرا.

وحول خطط الائتلاف لحل مشكلة إغلاق السفارات السورية يؤكد صبرا أن السفارات ملك الدولة السورية وليست ملكا للنظام، وعليه فإن من حق الائتلاف تسلّم هذه السفارات وتسيير أمورها باعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري.

ويعزو صبرا في حديثه لأخبار الآن تأخر استلام الائتلاف السفارات رسميا لتأخر استلامه مقعد سوريا في جامعة الدول العربية: “وفقا لمعاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية فإن مجرد تسلّم الائتلاف مقعد سوريا يعني حكما أنه الممثل القانوني للدولة السورية، إلا أن بعض التجاذبات السياسية في جامعة الدول العربية سببت هذا التأخير، إذ تحفظت الجزائر والعراق على الموضوع في حين نأت لبنان بنفسها عنه”. ويضيف صبرا: “هناك مشاورات لإتمام الأمر في شهر أيلول/سبتمبر المقبل”.

وفي رده على تقصير الائتلاف بمساعدة الشعب السوري وانفصاله عن الحراك الثوري على الأرض، يقول صبرا: “من الظلم اتهام الائتلاف بأنه لم يقدم شيئا للداخل؛ المشكلة أن حجم المتطلبات ضخم جدا فالمأساة السورية لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فقد دمر النظام 40% من البلاد وهجر تسعة ملايين مواطن، ومع هذا فإن الائتلاف يقدم كل ما يستطيع وفق الإمكانيات المتاحة له من خلال وحدة التنسيق والدعم.”

في غضون ذلك أغلقت واشنطن الثلاثاء الفائت السفارة السورية والقنصليات التابعة لها في ولايتين أمريكتين أخريين وأنذرت طواقم العمل السورية بضرورة مغادرة الأراضي الأمريكية، ردا على إيقاف تقديم خدماتهم القنصلية منذ العاشر من الشهر الحالي وفق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي.

وكان المبعوث الأمريكي الخاص بالشأن السوري دانييل روبنشتاين، قد أعلن بعد تعيينه بوقت قصير أنه من غير المقبول السماح لأشخاص عيّنهم النظام السوري بتولّي العمليات الدبلوماسية أوالقنصلية في الولايات المتحدة. 

ويرى براء، الشاب السوري الذي لجأ إلى أمريكا في ظل الثورة أن قرار واشنطن اغلاق السفارة السورية تصرف خاطئ، وهو محاولة يائسة من الحكومة الأمريكية التي أثبتت فشلها في القضية السورية للضغط على النظام الذي أمعن في قتل شعبه.

وبلهجة متفائلة يضيف براء لأخبار اللآن: “أعتقد أن إرسال طلبات تجديد جوازات السفر بالبريد، أفضل بآلاف المرات من الوقوف أمام أبواب السفارات السورية المعروفة بسوء معاملتها لمواطنيها”.