درعا، سوريا، 18 مارس، (عبد الحي الأحمد، أخبار الآن)

ثلاث سنوات مضت على الثورة السورية، تذوق فيها الناس اساليب الجوع والتهجير والموت والخوف في سبيل كسر كل القيود وتحقيق الحرية التي كان الدم قربانا لها. بثقافة الموت رد النظام السوري على تقدم الثوار يوما بعد يوم، ليترك على مدار العام آلاما في قلوب أبناء شعبه كثير منها يصعب نسيانه منهم من فقد أعزائه أو فقد طرفا من أطرافه ومن كان الحليف الحظ من لم يخسر سوى بيته ومع كل تلك المصائب لم تزل قلوبهم تنبض بالامل الذي لم يستطع احد نزعه منهم منذ أن كتبته أنامل الأطفال على جدران مدارس درعا.

 يقول خالد عبد الباسط أحد المصابين من الجيش الحر: “بمشفى طفس قالو لي أن وضع قدمي سيء للغاية ولابد من بترها فقد كانت على وشك أن تقطع فبتروها، الثبات من الله هو الذي يثبت الناس وهو امتحان من رب العالمين والحمد لله الذي ثبتني، بترت رجالي وأقول إن شاء الله أن تكون سبقتني إلى الجنة، وإن شاء الله سوف أقوم بتركيب طرف وم ازال لدي ثلاثة أطراف يداي وقدمي وكله فداء لوجه الله”.

 السنة الثالثة من الثورة كانت الأقسى على سكان درعا فبحسب مراكز التوثيق قتل أكثر من 4 آلاف مدني وهجرت بلدات بأكملها قبل أن تحاصرها قوات النظام وتفقر أهلها وتمطرها بقذائف الموت كل ذلك لم يمنع الابتسامة أن تفارقهم.

 يقول النازح أبو أحمد: “الدار تدمرت دمار خالصة احترق كل ما تحويه بغرف نوم واسرة وبرادات بكل مافيها راح كلو. بكل صلاة ندعوا الله ان نعود لبلدنا حتى ولو نعيش ببيت شعر”.

 استطاع الثوار خلال معارك العام الماضي السيطرة على مناطق كثيرة ونقاط استراتيجية مكنتهم من التجوال بحرية وزادت من قدراتهم القتالية فقد حرر الثوار نحو نصف مساحة درعا فكانت صفعة في وجه النظام الذي زرع ثلث قواته في سهول حوران.

 يقول العقيد الركن عبد الله الأسعد قائد عمليات فرقة المغاوير الأولى: “معنويات الجيش الحر عالية جدا هذا ما يعزز ثقتنا بالنصر والتحرير ودحر العصابات الأسدية. نحن نسعى الى وضع خطط لتحرير اللواء 52 وتحرير منطقة ازرع بالكامل من القوات الموجودة فيها بالاضافة الى المثلث الموجود في الشيخ مسكين ونوى وازرع ومنطقة الصنمين باتجاه دمشق”.

 في الذكرى الثالثة للثورة يتكاتف الجميع الأطباء مع المرضى والبندقية مع الثوار الغني مع الفقير فأغلال الخوف قد كسرت ولم يزدهم بطش النظام إلا إصرارا على الحياة وعزيمة للسير في طريق النصر.

 

 المتحدثون:

خالد عبد الباسط – مقاتل في الجيش السوري الحر

أبو أحمد – نازح في درعا

العقيد الركن عبد الله الأسعد – قائد عمليات فرقة المغاوير الأولى