ريف حماة، سوريا، 17 مارس، (مصطفى جمعة، أخبار الآن) –

دون يأس .. يتابع السوريون السير في الطريق الذي رسمه مَن قضى من أجل هذه القضية بدمائه , يقدمون الغالي والنفيس من أجل تحقيق أهدافها , بعد ثلاث سنوات من العنف المستخدَم ضدهم ، رحلة الصمود تلك يستعرضها مراسلنا مصطفى جمعة في سياق التقرير التالي

تدخل الثورة السورية في عامها الرابع , وقوات النظام تتابع قصف التجمعات السكنية في ريف حماه ، إلا أن الحياة تسير بشكلها الطبيعي في العديد من القرى والبلدات التي خرجت عن سيطرة قوات الاسد .

من أصر على البقاء هنا , بدت له مشاهد الدمار هذه عادية , إذ أنها تتزايد مع كل تقدم يحققه الثوار في معاركهم على الطريق الدولي في نفس الريف , في حين أن حالة التفاؤل سادت الآراء في المنطقة .

أبو تركي – مواطن يقول : “جيل بعد جيل ، نحن مستمرين في هذا المكان , ودفاعنا عن حريتنا وأراضينا وأعراضنا , وكرامتنا , لن ننسى هذا الشيء الذي جرا لنا , حتى لو بقينا ننجب الأطفال والنساء ، تنجب أطفال وتنجب رجال” .

 ثلاث سنوات بأكملها قد مرت , كانت فيها الحرب سيدة الموقف , حرب لم تفرق بين كبير أو صغير , ولم تستثني المحرمات , ولكنها لم تنل من عزيمة الأكثرية العظمى .

 نضال – مقاتل أصيب بالمعارك يقول : ثورتنا منصورة .

 عبد الله عبود – ناشط إعلامي يقول : “الخامس عشر من آذار ( مارس ) كان أجمل يوم منذ ثلاث سنوات للشعب السوري , لأنهم شعروا بالكرامة والحرية , إن شاء الله في كل سنة مثل هذا اليوم , سوف نجدد دمنا الثوري , لكي لا نخون دماء الذين قضوا , وسنتابع السير في الطريق الذي رسموه” .

 تتعدد الطرق في التعبير عن تجديد العهد , عهدٌ يعتبره الكثير بمثابة وزر , لا يمكن التواكل على الآخرين فيه , بل يجب أن يتقاسم من خرج في هذه الإنتفاضة الحزن والفرح سويةً .

 أبو عبد الله – شقيق أحد الضحايا : “بمناسبة الذكرى الثالثة للثورة السورية , نحن نأتي كي نؤكد لقادتنا الموجودين هنا , الضحايا , أننا على دربهم سائرين , و أما أن ننتصر أو الشهادة” .

 دون أن يتفرد من خرج من موطنه عن من ابقى فيه , تتابع الثورة السير في الطريق الذي خرجت من أجله , دون يأس أو كلل أو ملل .