دمشق، سوريا، 15 مارس، (جابر المر، أخبار الآن) –

بعد أن عاشوا كسوريين بين الشعب السوري، وعاشوا الثورة التي تدخل اليوم عامها الرابع، يعتبر فلسطينيو سوريا أن العام القادم هو الأكثر غموضا في تاريخهم المعاصر.

عام الحياد ..
هكذا يمكن تسمية العام الأول من الثورة السورية بالنسبة لموقف الفلسطينيين، فبعد أن اندلعت الثورة في محيط مخيماتهم، رفضوا التدخل في الأحداث الجارية لسببين، أولهما هو عدم ثقتهم بالنظام خاصة وأن “بثينة شعبان” خرجت منذ بداية الأحداث لتحول مسار الثورة الفلسطينية إلى أعمال شغب تتهم بها مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين وصادقت على ذلك صحيفة الوطن السورية، فأحس عندها الفلسطينيون أن تدخلهم السريع ممكن أن يضر بثورة السوريين المحقة أكثر مما يفيدها، والسبب الثاني هو أن الفلسطينيين منذ نكبتهم تورطوا بالعديد من الحروب الداخلية أو مشاكل مع حكومات الدول التي تستضيفهم، تارة في الأردن وتارة في لبنان، وكما يذكر التاريخ أن الفلسطيني دائما يدفع ضريبة في الصراعات الداخلية.

عام التنازع ..
في العام الثاني للثورة السورية بات من المستحيل (جغرافيا) على الأقل أن يكون الفلسطيني خارج الصراع، فبدأت المظاهرات تخرج بخجل في المخيمات نصرة للمناطق المنكوبة، وباتت المناطق المعارضة المجاورة للمخيمات تستخدمها كخزان غذائي ودوائي يمكن أن يعوض ما لديها من نقص، وبالتوازي مع ذلك دفع أحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) واللواء طارق الخضرا قائد أركان جيش التحرير الفلسطيني ببعض الشباب إلى قتال الجيش الحر، المظهر الذي رفضه عموم الفلسطينيين، فكانت ضريبتهم أن قصفتهم طائرات النظام بشكل سافر ودون سبب واضح ومن غير سابق إنذار.
 
عام الشتات ..
أدت الحرب المعلنة التي شنها النظام في العام الثالث للثورة السورية إلى تشتيت شمل الفلسطينيين وإخراجهم من مخيماتهم، فقصفت المخيمات وتم حصارها وكان أوضح أشكال الحصار وأكثره همجية هو حصار الجوع في مخيم اليرموك الذي أدى إلى وفاة ما يقارب 200 شخص جوعا، وقد فشلت كل جهود المعارضة إلى تحييد المخيمات إزاء تعنت النظام الذي يتاجر بدماء الفلسطينيين في العلن ويقتلهم سرا. كل هذا أدى إلى أن يتهجر ربع الفلسطينيين إلى دول الجوار، ومن بقي منهم على الأراضي السورية فقد توزعوا على مناطق الريف الدمشقي كقدسيا وصحنايا بالدرجة الأولى.

عام الغموض ..
يرى الناشط الإغاثي “أبو صالح” أنه لا أحد بإمكانه توقع ما سيحمله القادم من الأيام: “ما في حل لمشكلة الفلسطينيين بدون ما يكون في حل للكارثة الكبيرة في سوريا، وكل شي عم نفكر فيه هو مخاوف طبيعية، خاصة إنو السنة الأخيرة صرنا نشوف قرارات عم تتعلق بالفلسطيني لحالو.. منع التدريس، ومنع استلام حوالات مادية.. ولسا الحبل عالجرار ما فينا نقول غير الله يجيرنا”. أما “أسعد” طالب العلوم السياسية فيرى: “مشروع كيري بتهجير الفلسطينيين مانو معزول عن اللي عم بيصير بسوريا، أعتقد إنو في خطة لتهجيرنا وبلشت، أول شي منضيع بقلب سوريا وبعدين منصير كل واحد ياخد عيلتو ويهج لحالو”. وتقول “أم أحمد” المهجرة منذ عام وثلاثة أشهر من اليرموك: “بيظل قلبي يقلي إنو الحل قريب، وراح نرجع عاليرموك ونعمرو، وان شاء الله مو مطولة”.