بيانو اليرموك.. موسيقى ضد القهر

مخيم اليرموك، دمشق، سوريا، 22 فبراير، (جابر المر، أخبار الآن) –

صيام سببه الحصار بيّض شفاه مجموعة من الشبان في اليرموك فعكسته شفاههم البيضاء ألحانا ضد الحرب والحصار فتعكس أمل الثورة الحقيقي.

هواة يقدمون ما عجزت عنه الأكاديميات ..

فرقة شباب اليرموك، هم مجموعة من الشبان الهواة يتحلقون حول بيانو ويغنون للمخيم الجائع والمدمر، يقودهم “أيهم أحمد” على البيانو وهو شاب عشريني من اليرموك، درس الموسيقى ويعمل مع والده الكفيف، عازف الكمان، في صناعة الأعواد وتصليح كافة الآلات الموسيقية في معملهم لصناعة الأعواد في مخيم اليرموك. وحوله مجموعة من هواة الغناء يرددون أغاني للمخيم ويحثون المهجرين منه على العودة بدل أن يطلبوا لأنفسهم الخروج من المخيم وجوعه.
 
تقدم الفرقة عروضها في شوارع مدمرة مختلفة من المخيم لنشاهد صدق ما يغنون معكوسًا بنظراتهم وبأخطاء يرتكبونها في الغناء وحتى في التصوير إذ تبرز عفوية الموقف وعدم وجود أي نوع من أنواع التكلف والتصنع الهوليوودي، ببساطة مواهبهم استطاعوا إنجاز ما عجزت عنه النسبة الأكبر من الموسيقيين السوريين الاحترافيين الذين درسوا موسيقاهم في أغنى الأكاديميات وعجزوا لاحقين عن إيصال صوت الجوع أو الخوف أو الانتظار.

أمل من بين الأنقاض ..

امتازت الثورة السورية بأنها الثورة الأكثر صورا في العالم، وغالبا ما كنا نرى صورا من كفرنبل أو سراقب أو العديد من الأماكن السورية التي لا يسعنا ذكرها جميعا تحيي الأمل بأن الثورة مستمرة وأن البؤس ليس هو عنوانها بل إن طريق الحرية كما هو معبد بالدم عُبد أيضا بالفرح، يقودنا شباب اليرموك اليوم إلى أقصى أشكال الرقي الموسيقي إذ يضع البيانو (آلة الصالونات) أمام حي مدمر، أو مدرسة لم تبقي لها قذائف النظام شكلاً يدلك على معالمها الحقيقية ويغنون للفرح، للمحبة، وللعودة إلى المخيم ومنه لفلسطين، هذه الصورة وحدها كانت كفيلة بإعادة الحياة من جديد للثورة السورية، إذ كلما شاهدت الجياع يغنون ستسهل عليك مصائبك وتشاركهم فرح انتظار النصر القادم، فكما هناك صور لطفل يبكي، هناك شبان جياع يغنون هكذا تتنوع الثورة وتفضي بمحبيها إلى النصر.