جنيف ، 16 فبراير 2014، وكالات –
اعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي السبت انتهاء المفاوضات بين وفدي نظام الاسد والمعارضة السورية التي وصلت الى طريق مسدود، من دون ان يعلن موعدا جديدا لها، عازيا هذا الاخفاق الى رفض وفد النظام جدول الاعمال. 

وقال الابراهيمي انه من الافضل ان يعود كل طرف الى دياره ويفكر بمسؤولياته ويقول ما اذا كان يريد ان تستمر هذه العملية. واعرب الابراهيمي عن “الاسف” واعتذر “من الشعب السوري الذي علق امالا كبيرة” على هذه المفاوضات.
            
وكان من المتوقع ان تنتهي السبت الجولة الثانية من المفاوضات التي بدأت الاثنين، وان يحدد الابراهيمي بالتوافق مع الوفدين موعدا لاجتماع جديد.
             
ولكن بعد رفض وفد الحكومة السورية جدول الاعمال قرر الابراهيمي ان يعود كل طرف الى دياره من دون تحديد موعد جديد، لاعطاء الوقت للجميع للتفكير.
             
وقال الابراهيمي “ان الحكومة تعتبر ان اهم مسألة هي الارهاب في حين ترى المعارضة ان الاهم هو سلطة الحكومة الانتقالية (…) اقترحنا ان نتحدث في اليوم الاول عن العنف ومحاربة الارهاب وفي الثاني عن السلطة الحكومية، مع العلم ان يوما واحدا غير كاف للتطرق الى كل موضوع”.
             
واضاف “للاسف رفضت الحكومة، ما اثار الشك لدى المعارضة بانهم لا يريدون التطرق اطلاقا الى السلطة الحكومية الانتقالية”.
             
وتابع “امل في ان يفكر الجانبان بشكل افضل وان يعودا لتطبيق اعلان جنيف” الذي تم تبنيه في حزيران/يونيو 2012 من قبل الدول العظمى كتسوية سياسية للنزاع المستمر منذ حوالى ثلاث سنوات.
             
واضاف “امل في ان تدفع فترة التامل الحكومة خصوصا الى طمأنة الجانب الاخر انه عندما يتم التحدث عن تطبيق اعلان جنيف ان يفهموا ان على السلطة الحكومية الانتقالية ان تمارس كل السلطات التنفيذية. بالتأكيد محاربة الارهاب امر لا غنى عنه”.
             
وممارسة “كامل السلطات التنفيذية” تعني حرمان الرئيس بشار الاسد من صلاحياته حتى وان لم يكن ذلك مكتوبا صراحة في بيان جنيف-1، الامر الذي يرفضه النظام السوري.
             
ويشكل بيان جنيف-1 اساس المفاوضات التي عقدت جلستها الاولى من الايام الاخيرة من كانون الثاني/يناير. وينص البيان الذي تم التوصل اليه في غياب الطرفين السوريين، على بنود عدة ابرزها “وقف العنف بكل اشكاله” وتشكيل هيئة انتقالية ب”صلاحيات كاملة”.
             
واعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت ان فشل المفاوضات في جنيف بين النظام السوري والمعارضة يشكل “اخفاقا كبيرا”، محملا النظام مسؤولية الوصول الى هذا المأزق.
             
بدوره، اعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت ان فرنسا “تدين موقف النظام السوري الذي عرقل اي تقدم” بعد فشل المفاوضات في جنيف.
             
وكان الناطق باسم وفد المعارضة السورية لؤي صافي صرح السبت ان جولة ثالثة من المفاوضات مع الحكومة السورية بدون حديث عن انتقال سياسي ستكون “مضيعة للوقت”.
             
وقال صافي ان “جولة ثالثة بدون التحدث عن عملية انتقالية ستكون مضيعة للوقت”، وذلك بعدما انهى الابراهيمي المفاوضات بدون تحديد موعد جديد مع عدم موافقة الوفد الحكومي على جدول الاعمال.
             
واعتبر ان “النظام ليس جديا (…) لم نأت لمناقشة بيان جنيف بل لتطبيقه”.
             
واكد صافي للصحافيين “يجب ان نتأكد من ان النظام يرغب في حل سياسي ولا يناور لكسب الوقت”.
             
وقال “اسف للقول ان لا شيء ايجابيا يذكر” بخصوص هذه المفاوضات التي تمت بوساطة الامم المتحدة وبدأت في 22 كانون الثاني/يناير بضغط من الاسرة الدولية وخصوصا روسيا والولايات المتحدة.
             
في المقابل،  صرح رئيس الوفد الحكومي المفاوض السفير بشار الجعفري ان “الاعتراض كان على القراءة الاستنسابية الانتقائية من الطرف الاخر لمشروع جدول الاعمال”.
             
واضاف “نحن وافقنا على جدول الاعمال الذي تقدم به الوسيط الدولي، الخلاف بدأ عندما قدم الطرف الاخر تفسيره الخاص لجدول الاعمال بحيث يخصص يوم واحد لمكافحة الارهاب ومن ثم يوم اخر لهيئة الحكم الانتقالية بدون ان ننهي موضوع الارهاب”.
             
وتابع الجعفري “ارادوا ان يبقى النقاش حول موضوع مكافحة الارهاب مفتوحا الى اللانهاية وكل همهم الانتقال الى البند الثاني دون قراءة مشتركة لموضوع مكافحة الارهاب”.
             
واكد “اننا قلنا للوسيط الدولي ان الاجواء التي تحيط باجتماعات جنيف لا تنبئ ابدا بحسن نوايا لدى الطرف الاخر”.
             
وتوقفت المفاوضات لاسبوع قبل ان تستأنف جولتها الثانية الاثنين الفائت، وتوقفت السبت من دون تحديد موعد لجولة ثالثة.
             
وكان الطرفان المفاوضان اجمعا الجمعة على ان المفاوضات وصلت الى “طريق مسدود” من دون تحقيق اي تقدم فيما اعتصم الابراهيمي بالصمت ولم يعقد مؤتمره الصحافي اليومي المعتاد.
             
ولم تتمكن راعيتا المفاوضات موسكو وواشنطن من احداث اختراق في المفاوضات، غداة اعلان الابراهيمي انهما وعدتا بالمساعدة في حلحلة العقد بين الوفدين اللذين جلسا مرتين فقط في غرفة واحدة منذ بدء الجولة الاثنين.
             
وقال لؤي صافي الجمعة “وصلنا الى هذا الطريق المسدود. ارجو الا يكون السد جدارا سميكا، لكن عثرة او عقبة يمكن ان نتجاوزها”.
             
من جهته، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد “اعرب عن اسفنا العميق ان هذه الجولة لم تحقق اي تقدم”.
             
وقال مسؤول اميركي كبير الجمعة رافضا كشف اسمه “نعتقد ان على روسيا مسؤولية الضغط على النظام السوري لمقاربة هذه المحادثات بجدية”.
             
وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف الجمعة “بوضوح، يجب ان يضغط الروس على النظام السوري بشكل اقوى مما قاموا به حتى الان”.
             
كما صرح الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة خلال لقائه العاهل الاردني عبدالله الثاني ان الولايات المتحدة تدرس مزيدا من الخطوات للضغط على نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
             
ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت ان النزاع السوري المستمر منذ نحو ثلاثة اعوام، اودى بحياة اكثر من 140 الف شخص.
             
وقال المرصد في بريد الكتروني انه وثق “استشهاد ومقتل ومصرع  140041 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية”، في اشارة الى الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد، والتي بدأت منتصف آذار/مارس 2011، وتحولت بعد اشهر الى نزاع دام.
             
من جهة اخرى، افاد المرصد ان مناطق في منطقة القلمون الاستراتيجية، شمال دمشق، والمتاخمة للحدود اللبنانية تعرضت السبت للقصف من قبل القوات النظامية فيما درات اشتباكات عنيفة بين هذه القوات ومقاتلي المعارضة في مدينة عدرا الواقعة شمال العاصمة.