حمص ، سوريا ، 07 فبراير 2014 ، وكالات –

خرجت حافلة أولى اليوم الجمعة تقل مدنيين من الاحياء القديمة في مدينة حمص وسط سوريا، والمحاصرة منذ اكثر من عام ونصف عام .
وشوهد نحو 12 شخصا على متن حافلة أحاط بها جنود سوريون، وحالوا دون اقتراب الصحافيين والمصورين منها.
وتأتي هذه الخطوة ، بعد اتفاق بين حكومة دمشق والأمم المتحدة أتاح وقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام.
واعلن محافظ حمص طلال البرازي صباحا ان المدنيين سيبدأون بالخروج الجمعة، على ان يتم ادخال المساعدات بدءا من غد السبت.
             
واشار الى انه بحسب “ما نقل الينا من الامم المتحدة، فان العدد المتوقع كان بالامس 200 او اكثر بقليل”، مشيرا الى ان السلطات مستعدة “لاستقبال اي عدد، واذا رغب المدنيون الموجودون في الداخل ان يخرجوا جميعا، فأهلا وسهلا”.
             
واوضح ان الاشخاص الذين سيسمح لهم بالخروج هم الاطفال دون الخامسة عشر من العمر، والرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين، اضافة الى النساء.
             
وتعد مدينة حمص وسط سوريا، والتي يعتبرها الناشطون “عاصمة الثورة” ضد نظام الاسد، من اكثر المناطق تضررا جراء النزاع، وتعاني الاحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، ويقطنها قرابة ثلاثة آلاف شخص، من حصار خانق مفروض منذ حزيران/يونيو 2012.
             
ووجه ناشطون معارضون ومنظمات حقوقية نداءات متكررة، تنديدا بالاوضاع المعيشية الخانقة في هذه الاحياء، حيث يقتات السكان من الاعشاب والنباتات وحبات الزيتون، وسط نقص حاد في الادوية والغذاء.
             
وشكلت حمص نقطة اساسية للاحتجاجات المناهضة للنظام التي اندلعت منتصف آذار/مارس 2011، وتعرضت منذ ذلك الحين لسلسلة من العمليات العسكرية والقصف العنيف، زادت حدة منذ ايلول/سبتمبر 2011، مع تحول الحراك السلمي شيئا فشيئا الى نزاع دام.
             
وكان اشد هذه العمليات في حي بابا عمرو الذي استعاده النظام في شباط/فبراير 2012 بعد معارك طاحنة وقصف عنيف لاكثر من شهر.

             
ومن بين نحو ثلاثة آلاف شخص ما زالوا في الاحياء المحاصرة، يبلغ تعداد النساء والاطفال والمسنين قرابة 1200 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
             
وتعد محافظة حمص من اكبر محافظات سوريا واكثرها استراتيجية. فهي تمتد على حدود لبنان والعراق والاردن، وهي قريبة من العاصمة دمشق وتشكل صلة وصل بين شمال البلاد وجنوبها.
             
وادت المعارك في المدينة الى مقتل الصحافية الاميركية ماري كولفن والمصور الفرنسي ريمي اوشلك، اللذين توفيا في 22 شباط/فبراير 2012 في قصف طاول مركزا اعلاميا في حي بابا عمرو.
             
وتضم حمص خليطا من السكان، بينهم السنة والعلويون والمسيحيون، ويقيم العديد منهم في احياء مختلطة التكوين الطائفي. 
 

             
الناشط الميداني بيبرس الببلاوي