مونترو ، 22 يناير 2014 ، أ ف ب –

ينطلق اليوم الأربعاء في مدينة مونترو السويسرية مؤتمر جنيف2 بشأن سوريا وسط إجراءات أمنية مشددة، فيما اجتمع الأمين العام للأمم المتحدة  بان كي مون مع وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري لإعداد الترتيبات الأخيرة للمؤتمر.
وصعّدت الشرطة السويسرية أمس إجراءات الأمن، وأغلقت الطريق أمام فندق قصر مونترو الذي ستعقد فيه المحادثات التي تستمر يوما واحدا، كما أقيمت نقاط تفتيش للشرطة في وسط المدينة لتأمين مقر المؤتمر وأربعة فنادق قريبة سينزل فيها أعضاء الوفود المشاركة، وشوهدت مروحية تجوب سماء المنطقة.

ويشارك وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا ونحو أربعين دولة في المؤتمر، إضافة إلى وفدين من النظام السوري ومعارضيه، وبغياب إيران التي سحبت الأمم المتحدة الدعوة إليها في اللحظة الأخيرة بعد دعوة أميركية لسحب الدعوة وتهديد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بمقاطعة المؤتمر.
وردا على ذلك انتقد لافروف الأمم المتحدة لسحبها الدعوة الموجهة إلى إيران، واعتبر في مؤتمر صحفي في موسكو أنه “خطأ لكنه ليس كارثة”، وقال إن مبدأ الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد  ليس مطروحا في المبادرة الأميركية الروسية, في حين استبعدت طهران أن يحقق المؤتمر نجاحا من دونها.
وقالت مصادر في مونترو وجد وقفي إن تحركا دبلوماسيا مكثفا يجري هذه الساعات، حيث يعقد لافروف وكيري اجتماعا ثنائيا يعقبه اجتماع بين لافروف ووزير الخارجية السوري وليد المعلم ويختتم باجتماع ثلاثي بين بان ولافروف وكيري.

وقالت المراسلة إن مصادر مقربة من المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي حذرت من المبالغة في التفاؤل بشأن المؤتمر، مشيرة إلى أن الجولة الأولى من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة السورية ستبدأ في 24 يناير/كانون الثاني في جنيف بحضور الإبراهيمي وبرعاية روسية أميركية.
ولفتت إلى أن جدول أعمال المفاوضات يستند إلى بيان مؤتمر جنيف1 الذي يقضي بتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات وسحب القوات النظامية السورية إلى ثكناتها وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، وقالت إن إضافة ملف مكافحة ما يسمى الإرهاب إلى جدول الأعمال كما تطالب بذلك موسكو ودمشق سيقابل برفض أميركي لأنه لم يكن متضمنا في بيان جنيف1.
أفاد مصدر في الائتلاف الوطني السوري أن الوفد الرسمي الذي سيمثل المعارضة غدا في مراسم افتتاح مؤتمر جنيف 2 سيتألف من 10 أعضاء على رأسهم مسؤول رفيع المستوى في الائتلاف الوطني.

وأكد المصدرأن أعضاء الوفد الذي سيتولى عملية التفاوض بعد مراسم الافتتاح سيتألف من 15 عضوا، عرف منهم كل من هيثم المالح وحسام حافظ وريما فليحان وعبد العزيز الخير وعبد الحميد درويش، مع الإشارة إلى أن عددا من أعضاء الوفد الرسمي سيشاركون أيضا في الوفد المفاوض.
وقد ورد في برنامج الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ، أن الجلسة ستنطلق عند حوالي الساعة الثامنة صباحا بتوقيت غرينيتش بكلمة لرئيس سويسرا، ثم الأمين العام للأمم المتحدة، ثم كلمات للدول صاحبة المبادرة في الدعوة للمؤتمر، ويتلو ذلك كلمتي الوفدين السوريين، ثم كلمات لمتحدثين آخرين.
وستشارك في المؤتمر وفود رسمية من 39 دولة عربية وأجنبية، إلى جانب وفود كل من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي، لتبدأ بعد يومين من الافتتاح جولة التفاوض الأولى في مدينة جنيف بين وفدي نظام الأسد والمعارضة بزعامة الائتلاف الوطني.