لبنان، 18 يناير 2014 ، أ ف ب –

ساد توتر في شارع سوريا في طرابلس اللبنانية بين محوري باب التبانة وجبل محسن. وسمعت العيارات النارية في المنطقتين المذكورتين.
وأفادت مصادر أمنية عن تحركات للجيش اللبناني في الشارع للحد من التوتر. ياتي ذلك بعد مقتل 8 أشخاص بينهم 5 اطفال بسقوط قذائف مصدرها سوريا على بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان.

 وقد قطع عدد من الشبان اوتوستراد التبانة في محلة الملولة في طرابلس بالاطارت المشتعلة احتجاجا على قصف بلدة عرسال. وأعاد الجيش فتح الطريق بعد ربع ساعة.
كما سجل القاء قنبلة صوتية في شارع سوريا.

قتل ثمانية اشخاص بينهم خمسة اطفال واصيب 20 آخرين على الاقل اليوم الجمعة في سقوط قذائف مصدرها سوريا على بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، في اعلى حصيلة لقصف مماثل منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة.
وتعرضت مناطق اخرى في شرق لبنان اليوم لسقوط اكثر من عشرين قذيفة وصاروخ مصدرها سوريا، ما دفع الرئيس اللبناني ميشال سليمان للطلب من الجيش “حماية” القرى الحدودية مع سوريا ايا يكن مصدر “الاعتداء” عليها. 
وردا على اطلاق النار على عرسال، اندلعت مواجهات في طرابلس بين مؤيدين ومعارضين لنظام الاسد مما اوقع ثلاثة جرحى. كما سقط قتيل في حادث اخر.
             
وقال مصدر امني لبناني لوكالة فرانس برس “ارتفعت حصيلة سقوط قذائف مصدرها الاراضي السورية على بلدة عرسال الى ثمانية شهادة، بعد وفاة امرأة متأثرة بجروحها”.
             
وكان المصدر افاد في وقت سابق عن مقتل سبعة اشخاص واصابة 20 على الاقل في القصف الذي استهدف البلدة الحدودية مع سوريا.
                           
واوضح نائب رئيس البلدية احمد الحجيري لفرانس برس ان “خمسة من الشهداء هم اطفال”، مشيرا الى ان “ثلاثة منهم هم من عائلة لبنانية واحدة، اضافة الى ولد لبناني رابع، في حين لم تعرف هوية الطفلة الخامسة”.
             
واعلنت قيادة الجيش في بيان انه “ما بين الساعة 1045 (0845 تغ) والساعة 12 من ظهر اليوم، تعرضت مناطق سهل راس بعلبك، الكواخ والبويضة-الهرمل، ومشاريع القاع، وبلدة عرسال، الى سقوط 20 صاروخا وقذيفة مصدرها الجانب السوري”.
             
وكانت الهرمل احد معاقل حزب الله تعرضت الخميس لاعتداء بالسيارة المفخخة اوقع ثلاثة قتلى.
             
وبحلول مساء الحمعة، تعرضت بلدة عرسال لقصف جديد لكن دون وقوع ضحايا، بحسب مصدر امني.
             
وتستضيف البلدة ذات الغالبية السنية والمتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، آلاف النازحين السوريين الهاربين من النزاع في بلادهم. وتعرضت مرارا خلال الاشهر الماضية لقصف من الطيران السوري وسقوط قذائف يرجح ان مصدرها مواقع القوات النظامية السورية.
             
واضاف الحجيري ان “السكان مصابون بالذعر والغب. نحن ندفع ثمن الازمة في سوريا”.
             
وفي طرابلس بشمال البلاد “اصيب ثلاثة اشخاص بجروح في تبادل لاطلاق النار والصواريخ بين حي باب التبانة وجبل محسن”، بحسب مسؤول امني.
             
وبدات المواجهات بعدما قام سكان من باب التبانة المؤيدين للمقاتلي المعارضة السورية باحراق اطارات في شارع سوريا الفاصل بين جبل محسن الذي يقطنه علويون.
             
وفي حي سني اخر من طرابلس، طلب مسلحون لم تعرف هويتهم في الشارع من رجلين ابراز هوياتهما “اعتقدوا ان الاثنين من العلويين فاطقوا النار عليهما. وتوفي احدهما وهو علوي متاثرا باصابته في المستشفى بينما نقل الثاني وهو سني الى المستشفى”.
             
ويشهد لبنان انقساما عميقا حول النزاع في سوريا. وازداد اتساع الهوة عندما اقر حزب الله في الربيع الماضي بارسال مقاتلين لدعم الجيش السوري.
             
من جهته، اعتبر زعيم كتلة المستقبل سعد الحريري ان الهجوم على عرسال “مجزرة”.
             
وقال ان “صواريخ الارهابيين، ايا كان مصدرها تسعى بوضوح الى اثارة الخلافات وترهيب المواطنين”.
             
وكرر الرئيس سليمان تحذيره للحزب من دون ان يسميه، من انعكاسات مشاركته في المعارك السورية على الوضع اللبناني.
             
وحذر “من مغبة التمادي في التورط في تداعيات الازمة السورية ما بات يشكل ثمنا باهظا يدفعه اللبنانيون”، وذلك في بيان وزعه المكتب الاعلامي في الرئاسة اليوم.
             
وسبق للرئيس ان طالب الحزب في الاشهر الماضية “بالعودة الى لبنان” ووقف مشاركته في المعارك داخل سوريا، والتي ادت الى تصعيد التوتر السياسي في البلد المنقسم حول النزاع السوري.
             
وطلب سليمان من “المسؤولين العسكريين والامنيين اتخاذ كل الوسائل الايلة الى حماية القرى والبلدات اللبنانية المحاذية للحدود مع سوريا”، معتبرا ان “حماية المناطق اللبنانية وسكانها اولوية حيال اي اعتداء تتعرض له من اي جهة كانت”.
             
كما دان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي القصف، طالبا من قيادة الجيش “اتخاذ الاجراءات المناسبة لحماية الاراضي اللبنانية ومنع التعدي عليها”.