ريف حماه، سوريا، 28 ديسمبر 2013، (مصطفى جمعة، أخبار الآن) –

يعود الأهالي في ريف حماه للعمل في أراضيهم الزراعية التي حرموا منها لأكثر من عام ، بسبب إشرافها على بعض النقاط العسكرية التابعة للنظام ، ولكن هنالك عدة معضلات تواجههم ، كغلاء أسعار البذور والأدوية ، وإرتفاع أجور الأيدي العاملة ، مراسلنا مصطفى جمعة يسلط الضوء على معاناة الفلاحين هناك من خلال التقرير التالي .

آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في ريف حماه الشمالي تعود لمالكيها ، بعد غيابٍ عنها لأكثر من عام ، بسبب قربها من الحواجز التابعة لقوات الأسد ، والتي حررها الثوار منذ مدة قريبة .
 
العشرات من المزارعين عادوا للعمل في أراضيهم وفي يد كل واحد منهم حفنة أمل ، تدفعه للعمل بالأرض التي عاش من خيراتها ، مكابراً على المصاعب التي ستقف كسدٍ منيع في وجهه .
 
يقول سرحان عثمان – مزارع : “أخي هذه الأراضي التي خلفي والتي تراها ، كلها كانت تتواجد فيها حواجز النظام ، لا نستطيع أن نصل إليها ولا نستطيع زراعتها ، الآن والحمد لله تحررت تلك الحواجز ، قاموا بتحريرها الثوار ، ونحن الآن نقوم بزراعتها ، مزروعات بسيطة تساعد على الخروج من هذا الشتاء القاسي ، فقط لتغنينا لنا ولاطفالنا” .
 
ارتفاع أجور الأيدي العاملة وغلاء أسعار البذور والأسمدة ، هي أولى المعضلات التي ستقف في وجه المزارع الذي سيبقى في حيرة من أمره ، فالمردود الذي سيعود به الموسم سيعول عليه بإن يأمن إكتفاءٍ ذاتي لصاحب الأرض على الأقل ، وليس كما اعتاد في ما مضى ، حيث كانت قطعة الأرض هذه تعود له بأرباحٍ تسد حاجته لمدة عام كامل .
 
يقول زايد رجب – خبير في الزراعة : “أي بذرة ستزرعها في نهاية الموسم إما أن تأخذ مربح بسيط وإما ستدفع الخسارة من جيبك ، هناك قلة في مادة المازوت وقلة في الأسمدة وقلة في عدد الآليات وقلة في الأيدي العاملة ، وكله على الله والحمد لله ، سنزرعها وهي لن تعود لنا بأرباح” .
 
ويجتهد بعض المزارعينمن أولي الخبرة في الزراعة بالبحث عن حلول جذرية من شأنها تقزيم المصاعب التي تواجه المزارع ، محاولين الموازنة بين كمية المادة التي ستضخ في السوق وسعرها من جهة ، والفصل بين المستهلك والمستفيد من إهمال الزراعة من جهة ثانية .