بانغي, 19 ديسمبر, وكالات –

تقوم السفيرة الأمريكية إلى الأمم المتحدة سامانثا باورز بزيارة تستمر ثماني ساعات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى للضغط على قادة المرحلة الانتقالية لمحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف المروعة وإرغام الجماعات المسلحة على وضع أسلحتهم لاعادة الهدوء الى البلاد. هذا و كانت قد اعلنت منظمة العفو الدولية  ان العمليات الانتقامية التي قام بها متمردو سيليكا السابقون في جمهورية افريقيا الوسطى بعد الهجوم الذي شنته الميليشيات المتمردة على بانغي في الخامس من كانون الاول/ديسمبر اسفرت عن سقوط الف قتيل.

وبدأت فرنسا تدخلا عسكريا في الخامس من ديسمبر / كانون أول، حيث أرسلت 16٠٠ جندي في محاولة لاستعادة الاستقرار في هذا البلد المضطرب وتعمل القوات الفرنسية إلى جانب قوات تابعة للاتحاد الأفريقي لإقناع الجماعات المسلحة بالتخلي عن سلاحها مما يتيح الفرصة للاستقرار
وفيما تستعد للقيام بالزيارة اليوم الخميس، قالت باورز للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف من أبوجا في نيجيريا إنه في حين ركز النقاش على دور القوات الدولية، إلا أن مسؤولية احترام المدنيين في جمهورية أفريقيا الوسطى تقع على كاهل القيادة الانتقالية
وفي مارس/آذار الماضي، أطاح تحالف من المتمردين، ، من المنطقة الشمالية من البلاد بالرئيس  في انقلاب صعد إلى السلطة الرئيس ميشال جوتوديا وقاد جوتوديا المتمردين  الذين أطاحوا بالحكومة ومنذ ذلك الحين، انزلقت جمهورية أفريقيا الوسطى إلى حال من الفوضى، قتل خلالها ما لا يقل عن 5٠٠ شخص الشهر الجاري في العاصمة بانغوي
وقالت باورز  الأربعاء القيادة المؤقتة في جمهورية أفريقيا الوسطى يجب أن تتحمل المسؤولية حقا يجب أن تحاسب مرتكبي الانتهاكات والفظاعات التي شهدتها البلاد حتى الآن يجب أن تبدأ تضميد الجراح وإعادة بناء هذا البلد
ويشكل المسيحيون نحو 85 بالمائة من السكان في جمهورية أفريقيا الوسطى ولم تشهد البلاد في تاريخها أعمال عنف طائفية تذكر قبل الإطاحة بالحكومة قبل ما يقرب من تسعة أشهر إلا أن بعض المسلحين الآن يثيرون الانقسامات الدينية ويهاجمون المواطنين على أسس دينية ويتهم المتمردون الذين أطاحوا بالحكومة بارتكاب عشرات الجرائم المروعة
وقالت خلال الأسابيع الماضية، تنقل الغوغاء من باب إلى آخر، قتلوا مدنيين، استهدفوا عمال إغاثة، أشعلوا حرائق ونهبوا متاجر ومنازل نعرف أن هناك نحو 4٠٠ ألف شخص نزحوا جراء العنف، وهو ما يعادل تقريبا عشرة بالمائة من إجمالي سكان البلاد

وقالت باور نزع سلاح الجماعات المسلحة أمر حاسم العنف ضار إنه موجه بالكامل تقريبا ضد المدنيين ويتحول إلى الطابع الطائفي بشكل متزايد ونعتقد أن العنف يمكن أن ينتهي عبر نزع السلاح
وقبل مغادرتها الولايات المتحدة الثلاثاء، قالت باور إنها تحدثت عبر الهاتف مع جوتوديا وحثته على تجنب اتخاذ إجراءات أحادية الجانب وعلى العمل بشكل تعاوني مع القادة السياسيين والدينيين وقوات فرنسا والاتحاد الأفريقي
وخلال زيارتها، قالت باور إنها تعتزم أيضا التحدث إلى القادة الدينيين من كل الأديان وحثهم على استخدام نفوذها للدعوة إلى الوحدة للمساعدة في استعادة الهدوء
وقال مسؤول بارز بالإدارة الأمريكية، تحدث مشترطا التكتم على هويته لأنه غير مخول بالحديث عن الزيارة، إن السلطات الأمريكية قلقة بشأن المزاعم التي تتحدث عن أن جوتوديا اتخذ خطوات لتعزيز سلطته عبر دمج نحو خمسة آلاف من المقاتلين المتمردين في قوات الأمن الوطني بالبلاد
وأضاف المسؤول أن باور ستدعو جوتوديا إلى ضمان وفاء الأجهزة الأمنية بالمعايير المهنية، وفحص سجلاتها في حقوق الإنسان، وأن تكون ممثلة للتنوع العرقي والديني والجعرافي بجمهورية أفريقيا الوسطى