الغوطة الشرقية، ريف دمشق، سوريا، ٠١ ديسمير ( جواد العربيني، أخبار الآن ) –

تمثل الثروة الحيوانية مورداً أساسياً من موارد الدخل في الغوطة الشرقية ، وقد كان لاستمرار النزاع ، منعكسه السلبي على اقتصاد الثروة الحيوانية في هذه المنطقة ، سواء على المستوى الغذائي أو الطبي ، مراسلنا جواد العربيني يسلط الضوء على هذا الموضوع في تقريره التالي .

خطر كبير بات يهدد الثروة الحيوانية في الغوطة الشرقية ، بعد أن بات الجوع يقترب شيئا فشيئا منها ، ليفتك بما تبقى من أبقارها وماشيتها ، تعتبر الغوطة الشرقية خزانا رئيسيا يغذي دمشق وريفها باللحوم والحليب ومشتقاته ، لكن الحصار المفروض من قبل قوات النظام والقصف الشديد التي تتعرض له الغوطة ، أدى الى انخفاض عدد رؤوس الابقار وحدها من مئة ألف رأس ، إلى عشرة آلاف رأس خلال سنة واحدة .

أبو عيشة وهو مزارع في الغوطة يصف الحال قائلا : “الأعلاف هنا لا تتوفر ، الدواب والابقار كلها تعاني من الجوع” .

يجد الفلاحون في ذبح أبقارهم وماشيتهم الوسيلة الوحيدة التي تجنبهم خطر موتها جوعا ، أو تعرضها لقذائف النظام ، في هذه الملحمة الصغيرة ، يقوم أبو عمر يوميا بذبح عشرة رؤوس من الابقار ، حيث الانخفاض الكبير للمنسوب التي تقدمه هذه الابقار من الحليب ، بسبب عدم توفر الاعلاف اللازمة جعل الفلاحون يتسابقون لذبح أبقارهم .

أبو عمر – لحام يقول : “كل يوم يأتي إلينا عشرات الفلاحين ، كل منهم لديه أبقار تعرضت للقصف والشظايا ، فكثرة القصف ستؤدي لنفاذ الثروة الحيوانية خلال ثلاثة أشهر” .

مشكلة أخرى يتعرض لها المواطنون ، تتمثل بخطر الاصابة بأوبئة جراء الالقاء العشوائي للحيوانات النافقة ، حيث ترمى الابقار والمواشي الميتة بطريقة عشوائية أمام الاحياء السكنية ، الامر الذي أدى لظهور عشرات أمراض البكتيريا والجراثيم ولاسيما بين الاطفال .

أبو أحمد يقول : “كما تشاهدون الابقار هنا ميتة من الجوع ، هذه الابقار الميتة تجلب عشرات الحشرات الجديدة علينا ، أطفالنا كلهم مرضى” .

إذا خطر كبير بات يهدد ما تبقى من الثروة الحيوانية ، يقول الفلاحون هنا إنهم عرضوا مرارا وتكرارا على حواجز النظام بضرورة إدخال الاعلاف اللازمة لحيواناتهم ، لكن الرفض هو كل ما تلقوه ، خطر حقيقي يهدد الثروة الحيوانية بالغوطة الشرقية ، حيث يجد الفلاحون نفسهم مجبرين على ذبح حيواناتهم خوفا من أن تتعرض للقصف أو الموت جوعا.