ليبيا, طرابلس, 19 نوفمبر, وكالات – أخبار الآن —

انسحب مقاتلو ميليشيا مصراتة من العاصمة الليبية طرابلس أمس الاثنين، واتخذت وحدات الجيش الليبي مواقعها في أنحاء المدينة.

وانتشرت عشرات الدبابات في طرابلس، وسط هدوء ساد العاصمة. وقال عضو المجلس الأمني في البرلمان، صالح جودة، إن ميليشيات من مصراتة بما فيها وحدات من مجموعات تسمى درع ليبيا ولواء غرغور الساحلية انسحبت من طرابلس.

وكانت السلطات في مدينة مصراتة امهلت الميليشيات التابعة لها اثنتين وسبعين ساعة لمغادرة العاصمة بعد أحداث دامية مع متظاهرين مناهظين للميليشيات اودت بحياة نحو اربعين قتيلا الجمعة الماضية.

وساد الهدوء طرابلس مع إغلاق العديد من المتاجر والمدارس والجامعات أبوابها في العاصمة دعما لإضراب دعا إليه الزعماء المحليون للمدينة للمطالبة برحيل ميليشيات مصراتة.

وكان جنود يتوجهون في آليات إلى وسط المدينة على طول الطريق البحرية يرفعون علامة النصر، في حين أطلق سائقو السيارات أبواقهم تعبيرا عن فرحتهم.            

وهذا الانتشار الاستثنائي للجيش الليبي يأتي بأمر من وزارة الدفاع وسط توتر شديد بين مجموعات مسلحة من مصراتة وطرابلس.

وكرست أعمال العنف الأخيرة من الغضب الجماهيري ضد الميليشيات في طرابلس حيث تقع اشتباكات عنيفة كثيرة بين الجماعات المتنافسة على الأراضي أو بسبب خصومات شخصية.

وربما يترك انسحاب مجموعة قوية من المقاتلين الحكومة وحدها في مواجهة التنافس بين الميليشيات التي لا تزال توجد بالمدينة.

وتراقب الدول المجاورة الوضع في ليبيا عن كثب بسبب المخاوف من انتقال العنف عبر الحدود غير المؤمنة خاصة في ظل احتماء متشددين من تنظيم القاعدة في الصحاري الجنوبية التي لا تخضع لسيطرة طرابلس إلى حد كبير.

وانسحاب المسلحين باتجاه مدينة مصراتة الساحلية التي كانت بؤرة لمقاومة القذافي سيظهر مدى قدرة القوات المسلحة الوليدة على السيطرة على بقية الميليشيات في العاصمة، كما سيمثل اختبارا لقدرة رئيس الوزراء علي زيدان على إحكام السيطرة على بلاده مترامية الأطراف.

وأعرب وزراء الخارجية الأوروبيون عن قلقهم إزاء “التدهور الكبير” للوضع في ليبيا بعد الصدامات الدامية في الأيام الأخيرة.            

محمد الغرياني مراسل اخبار الان في ليبيا