ريف ادلب، سوريا، ١٢ نوفمبر، ( إبراهيم الأسماعيل، أخبار الآن ) 

قلة السلاح والذخيرة لدى الجيش السوري الحر ، هو العائق الأكبر أمام تحقيق الانتصارات وحسم المعارك ضد قوات النظام ، وفق ما يقوله قادة الكتائب ، ولهذا .. برز دور أبو فايز ، وهو أحد العاملين في مجال تصليح القذائف التالفة ، فبفكره البسيط وأدواته القليلة ، أنتج ما عجز عنه الكثير .. تفاصيل أوفى في تقرير مراسلنا إبراهيم الأسماعيل من ريف ادلب .
 
تعتبر الدبابات من الأسلحة الفعالة في ساحات الحروب ، والتي تعتمد في عملها على القذائف المتنوعة لهذه الدبابات ، يمتلك الجيش الحر عددا من الدبابات والتي تشارك في المعارك ضد قوات النظام ، والتي تحتاج الى الكثير من الذخيرة المفقودة بسبب قلتها بين المقاتلين ، وبسبب هذه المشاكل وغيرها ، يتم تصليح القذائف التالفة التي يتم اغتنامها من قوات الاسد ؛ يحدثنا أبو فايز وهو أحد العاملين في هذا المجال عن كيفية تعلمه لهذه المهنة المهمة في أيامنا الحالية.

أبو فايز يقول : “تعلمت المصلحة منذ زمن ، وبعد فترة وجيزة ، جاءتني قذيفة دبابة مفكوكة ، وقام أحد الضباط بتعليمنا كيفية فك القذيفة ، وكيفية وضع الحشوة الدافعة ، وكيفية وضع الحشوة المشتعلة ، وكيفية تركيب الكبسون ، وكل هذا تعلمته من الجيش منذ زمن طويل”.

يقوم أبو فايز باستبدال الحشوات الموجودة في القذيفة التالفة ، ووضعها بظرف فارغ ، ويضع الصاعق لها كي تعود الى العمل ، ويعتبر المصدر الاساسي للمواد المستخدمة في الاصلاح ، من الغنائم التي يغنمها الجيش الحر من قوات النظام ، حيث يعد بعضها صالحا للاستخدام والبعض الاخر التالف يقوم بإصلاحه.

أبو فايز يقول : “هناك بعض القذائف تأتينا مضروبة ، ونحن نقوم بتبديل الظرف المضروب بظرف جديد ، وبعد تنظيف الظرف نزيل الكبسون والحشوة ، ونبدأ بعملية تحضير الحشوات وبعض الحشوات تأتي مكسرة ، ونقوم نحن بتجهيزها ولفها بقماش ، ونضعها داخل القذيفة وبعدها نقوم بتركيب رأس الطلقة”.

المصنع المتواضع الذي يعمل به أبو فايز ، ذو إمكانيات محدودة ، حيث يعتمد في طريقة فكه للقذيفة على أدوات بسيطة ، وهي الكماشات والمفكات البسيطة ، والتي لا تصلح لهذا العمل ، إلا أنه يقوم بذلك ويتكبد الكثير من العناء أثناء عمله ، وعند سؤاله عن المردود الذي يأخذه ، كان جوابه القليل الذي يعينه فقط.

أبو فايز يقول : “بالنسبة للمردود ، هناك أناس يساعدونا بصيانة الطلقة ، بعضهم لا يأخذ أجرا ، وبعضهم يأتي إلي ليعطيني ولا آخذ منه شيئا ، وبعضهم يعطيني ولكن الشيء القليل” .

تعتبر مهنته من أهم المهن في الثورة ، بفكره البسيط وأدواته القليلة ، ينتج ما عجز عنه الكثير.