درعا، سوريا، 21 أكتوبر، (جابر المر، أخبار الآن)
“أني مقدم أخوة اثنين شهداء، واني مصاب وراحت عيني، وابن أخوي شهيد، وولاد أختي اثنين شهداء، وأختي معتقلة، وكلنا قدمنا أنا مالي أفضلية، أني قدمت لله أولا ولبلدي ثانيا” هكذا يشق المقدم ياسر العبود قائد غرفة عمليات المنطقة الجنوبية وقائد لواء فلوجة حواران ضجيج المعارضة السياسية فيقطع أحد اجتماعاتهم ليجبرهم على سماع حرقة قلبه الناتجة عن تهميشه هو وعناصره من قبل المعارضين السياسية في الداخل والخارج.
الفيديو الذي يطلق المقدم فيه صرخته جعله واحدا من أشهر ضباط الجيش السوري الحر لأنه عبر عما يدور في بال السوريين جميعا من انتقادات لممثليهم السياسيين أو حتى من يدعون تمثيلهم، ومبرزا أن عناصر وضباط الجيش السوري الحر لم ولن يموت الشرف في قلوبهم مع إعلان موت العقيد يوسف الجادر أبو الفرات. بل أنه ما زال هناك من يقاتل لأجلهم وينطق باسمهم، ويعبر عن ثورتهم النظيفة، التي تستحق من العالم الوقوف معها وليس فقط الأطباء السوريين والضباط المنشقين والجالسين وراء الحدود ليتركوا شعبهم يلاقي الويلات بينما هم ينتقدون.
لكن ما هي إلا فترة وجيزة بعد أن عرفوه الناس، محققا شهرة لم تجعله يتوانى عن الدفاع عن أهله وشرفه وعرضه، أو يختار طريق الفنادق دون الخنادق، إلا ويعلن لواء فلوجة حوران عن وفاة المقدم ياسر عبود وهو على جبهات القتال بعد أن عاد من إيصال رسالته للمعارضة السياسية والعالم ليقتل على أرض حوران ويرتحل مع قتلى معركة توحيد الصفوف في بلدة طفس إثر القصف الهمجي على البلدة ذاتها.
المقدم ياسر العبود شعلة أمل أوقدتها الثورة لتنير درب من تعبوا بعد أن طال أمد الثورة السورية، لا تخمد بوفاته إنما سيظل نورها يتقد وينتقد فشل السياسيين، ليدفع الثورة باتجاه النصر.