بيروت , لبنان , 26 سبتمبر 2013 , وكالات

اطلقت الامم المتحدة انذارا شديدا الاربعاء محذرة من ان لبنان سيواجه توترات اجتماعية اذا لم تساهم الاسرة الدولية في التعامل مع مئات الاف اللاجئين السوريين
             
واعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان امام وزراء خارجية الدول الكبرى في العالم ان بلاده تواجه ازمة بقاء بسبب تدفق اللاجئين باعداد كبيرة الى لبنان . وشدد على الحاجة الى تامين تمويلٍ ضخم لتلبية حاجات اللاجئين وتعزيز الخدمات العامة./ ويكلف النزاع في سوريا لبنان نحو سبعة مليارات ونصف المليار دولار بين عامي 2012 و2014 وفقا لتقديرات رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم خلال الاجتماع الذي عقد على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة.
             
وتقول الامم المتحدة ان هناك 760 الف سوري مسجلون في لبنان وان عددهم سيصل الى المليون بحلول نهاية السنة. وتقدر الحكومة اللبنانية ان عددهم الفعلي 1,2 مليون لان العديد منهم لا يتسجلون.
             
وسيكون هناك ايضا قريبا طلب كبير على الكهرباء كما سيتعين تخصيص حصص دراسية اضافية في المدارس لاستيعاب 90 الف تلميذ سوري.
             
واكد كيم ان هناك منافسة “شرسة” بين اللبنانيين والسوريين للحصول على وظائف.
             
وقال انه بحلول نهاية 2014 سيبلغ عدد اللبنانيين العاطلين عن العمل 200 الى 300 الف ما سيضاعف نسبة البطالة لاكثر من 20%.
             
واضاف “بالتأكيد التوتر الاجتماعي سيزداد مع احتدام التنافس على الوظائف والخدمات”.
             
وحذر من انه في حال لم نتحرك بسرعة وفورا فان لبنان الذي نعرفه اليوم لن يكون كلبنان الذي سنشهده غدا”.
             
من جهته قال انطونيو غوتيريس المسؤول الاول في المفوضية العليا للاجئين “لا اذكر اي بلد تأثر اقتصاده ومجتمعه بشكل كبير بسبب تدفق اللاجئين كلبنان اليوم”.
             
واشاد غوتيريس ومسؤولون اخرون ووزراء ب”سخاء لبنان الكبير” لعدم اغلاق الحدود منذ اندلاع النزاع قبل 30 شهرا.
             
واضاف “لقد تركت الاسرة الدولية لبنان يتعامل وحده مع تدفق اللاجئين وعلى هذا الوضع ان يتغير”.
             
وقال غوتيريس ان دولا اخرى اضطرت الى استقبال لاجئين سوريين لتخفيف العبء، فقد وافقت المانيا على استقبال خمسة الاف لاجىء.
             
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري “اننا قلقون جدا لتزايد عدد الهجمات الارهابية والحوادث الامنية في لبنان وتدخل حزب الله في الحرب في سوريا”.
             
وحزب الله الشيعي ارسل مقاتلين الى سوريا لدعم الاسد في مواجهة مقاتلي المعارضة.
             
واعلن الرئيس باراك اوباما تقديم مساعدة انسانية اضافية للبنان ب74 مليون دولار خلال اجتماع مع سليمان الثلاثاء. وتتفاوض الادارة الاميركية مع الكونغرس لتقديم مبلغ اضافي قيمته 30 مليون دولار.
             
وقال كيري ان روابط الصداقة بين المجتمع الدولي ولبنان “يجب ان تترجم بافعال وليس فقط باقوال. علينا ان نظهر التزامنا بدعم سيادة لبنان وامنه وازدهاره”.
             
واضاف كيري ان على الاطراف في لبنان العمل على تشكيل حكومة.
             
كما اكد وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ الدعم القوي لتشكيل حكومة جديدة.
             
وقال لافروف ان روسيا قدمت 150 الف طن من المساعدات الانسانية هذا العام. وقال فابيوس ان فرنسا ستدرس احتمال استقبال لاجئين سوريين.
             
وقال سليمان “ان هذا العبء الكبير الان يمثل ازمة بقاء حقيقية بسبب انعكاساتها الامنية والاجتماعية والاقتصادية”.
             
ودعا الى مؤتمر دولي حول ازمة اللاجئين التي ادت الى فرار مليوني لاجىء سوري يتوزعون على لبنان والاردن وتركيا والعراق ومصر.
             
وتقدر الامم المتحدة بان عدد اللاجئين سيصل الى ثلاثة ملايين بحلول نهاية السنة.
             
وسيدعو البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الى جمع اموال للبنان خلال اجتماع الخريف في تشرين الاول/اكتوبر.