دبي ، الامارات العربية المتحدة ، 23 سبتمبر ، احمد الرحاوي ، أخبار الآن –
يعاني النظام في سوريا صعوبات في الحصول على المشتقات النفطية بعد سيطرة الجيش الحر على معظم آبار النفط وقطعِه طرق الإمداد.
مصادر خاصة لأخبار الآن قالت إن مصفاتي النفط الوحيدتين في كل ٍ من حمص وبانياس بحكم المتوقفتين عن العمل بسبب انقطاع المواد الخام عنهما .
التقرير التالي يرصد وضع مصفاتي النفط في سوريا ومعاناة النظام في الحصول على الوقود, مع أحمد الريحاوي.
قبل نحو خمسة أشهر أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على معظم آبار النفط في شرق وشمال سوريا. هذا التطور الخطير في معركة السيطرة على المواقع الإستراتيجية والمهمة، وضع النظام في موقف حرج بفقدانه السيطرة على مصادر الطاقة اللازمة لتسيير آلاته العسكرية وتلبية إحتياجات المناطق الخاضعة لسيطرته من النفط ومشتقاته .
يبرز السؤال هنا.. هل يمتلك النظام مصدرا آخر للحصول على النفط؟ وما هو وضع مصفاتي النفط في حمص وبانياس؟
للإجابة عن هذين السؤالين تواصلنا مع عدة مصادر خاصة داخل مصفاتي النفط في كل من حمص وبانياس، والتي  فضلت عدم كشف هويتها لأسباب أمنية.
يجدر الذكر هنا إلى ان المصفاتين كانتا تزوَدان بالنفط الخام من حقول النفط في دير الزور والحسكة قبل سيطرة الجيش الحر عليها وإيقاف تدفق النفظ إليها.
مصفاة النفط في حمص، يصلها النفط من “شركة النقل الخام” لتقوم المصفاة بتكريره وبيعه لشركة “سادكوب” وهي الشركة العامة لبيع وتوزيع المحروقات.
نسبة الإنتاج في المصفاة وصلت إلى عشرة في المئة، وتصلها نسبة قليلة من المواد الخام من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شرقا.
الأقسام التي تعمل في المصفاة هي معمل الزيت الذي ينتج زيت محركات بكافة أنواعه، وقسم التقطير الذي ينتج البنزين والمازوت، وقسم الغاز الذي يصل الى المصفاة من شركة النفظ الخام وتقوم المصفاة بتعبئته في اسطوانات الغاز، ثم تقوم ببيعه لشركة سادكوب التي تقوم بدورها بتسويقه، بعد أن يذهب معظمه إلى قوات النظام، ويوزَع جزء بسيط منه على ثلاث محطات وقود فقط في حمص.
الدوام الرسمي للموظفين شبه كامل وتؤمن قوات النظام والشبيحة الطرق المؤدية إلى المصفاة .
عدد موظفي المصفاة يبلغ نحو 4500 موظف, 90% منهم من الطائفة العلوية.
يدير مصفاة النفط أمينا فرعا أمن الدولة والأمن السياسي، ويُشار إلى أنه فُصِلَ ٢٥٠ موظفا عن المصفاة منذ بداية الثورة، بسبب انتمائهم إلى مناطق ثائرة وتبرير الفصل بالغياب عن الدوام، أو لأسباب أمنية.
أما في بانياس فوفقا لمصادر خاصة من داخل المصفاة فإنها متوقفة عن العمل منذ قرابة شهر، بسبب انعدام الواردات من المواد الخام بعد أن كانت تصلها من ناقلات نفط إيرانية عملاقة والتي توقفت عن القدوم بعد مجيئ البوارج الأمريكية إلى البحر المتوسط. في حين يَستخدم النظام مخزونه الإستراتيجي لتلبية احتياجات المناطق التي يسيطر عليها. 
وتضيف المصادر إلى أن النظام كان يجلب النفط الخام من لبنان عن طريق مصفاة نفط تابعة لحزب الله اللبناني، بعد أن تصلَها عن طريق ناقلات النفط الإيرانية, لكن الجيش الحر يعيق وصول معظم تلك الشِحنات قبل وصولها إلى بانياس، وأشارت المصادر إلى أن العراق أيضا كان يرسل النفط إلى النظام السوري.
يدير مصفاة النفط في بانياس المهندس عدنان صالح ويتلقى تعليماته من وزير النفط سلميان العباس ورئيس الوزراء وائل الحلقي .
يذهب ناتج المصفاة إلى الشركة السورية لنقل النفط التي يديرها نمير مخلوف، والتي بدورها تقوم بتوزيع الناتج وتصديره قبل أن يتوقف الإنتاج .
 يشار إلى أن اكثر من خمسة وتسعين في المئة من الموظفين في مصفاة النفط ببانياس من الطائفة العلوية.
يشير مصدر خاص إلى أن ناقلة نفط إيرانية ستصل إلى ميناء بانياس خلال الأيام القليلة القادمة محملة بالنفط الخام. ويضيف أنه إذا لم تصل تلك الناقلة فإن مشكلة حقيقة ستحدث في بانياس بسبب نقص النفط ومشتقاته، ذلك أن محطتي الكهرباء في بانياس والتي تقع إحداهما بالقرب من المصفاة في حين تقع الأخرى في منطقة الباصية ستتوقفان عن العمل، خاصة وأن الكهرباء تنقطع يوما لنحو أربع ساعات بسبب نقص الوقود.
وتفاديا لتفاقم أزمة الوقود هذه، قال ضابط في الجيش الحر في دير الزور فضل عدم الكشف عن اسمه، إن النظام والجيش الحر يحاولان الوصول إلى اتفاق يقضى بتزويد الجيش الحر مصافي النفظ التابعة للنظام بالمواد الخام مقابل توليد النظام الكهرباء للمنطقة الشرقية من سوريا .