سوريا, حلب, 16 سبتمبر, حامد الخطيب لأخبار الآن 

عيسى، عمره 10 أعوام، يعمل 10 ساعات يوميا، 6 أيام أسبوعيا إلى جانب والده في مصنع للأسلحة في حلب.

 

دراسة ميدانية عن معضلة عمالة الأطفال والحلول المقترحة لها

أجبرتهم الظروف على التوقف عن اللعب فتخلوا عن طفولتهم سعياً وراء لقمة العيش. مارسوا أعمال الكبار بشروط السوق، وتعرضوا للعنف والقمع حتى أصبحوا بحق أطفال شقاء وحرمان…. لم يعرفوا شيئاً عن طفولتهم تحت ظروف أسرية صعبة. تركوا المدارس، انطلقوا نحو ورش الخياطة والنجارة ومصانع الأحذية وإصلاح السيارات. هناك لا أحد يرحم طفولتهم أو يشفق عليهم، ولا بد أن يدفع الطفل من كرامته وحريته وأدميته الكثير مقابل مبلغ ضئيل من المال!!

 وعلى الرغم من مدى قسوة ظاهرة العمالة وتزايد أعداد الأطفال المتضررين منها، إلا أنه لا يوجد حتى الآن أي إحصائيات دقيقة عن أعداد الأطفال العاملين؛ ويرجع هذا القصور إلى عدم وجود تعريف موحد للظاهرة. فيرى البعض أن التحديد يقتصر على من يعمل من الأطفال نظير أجر، بينما يرى البعض الآخر أنه يشمل من يعمل داخل نطاق الأسرة بدون أجر.

 وترتبط ظاهرة عمالة الأطفال وجوداً وعدماً بدرجة تقدم المجتمع وتخلفه، وتبدو أكثر انتشارا في دول العالم الثالث على وجه الخصوص، كما تتناول وتختفي باختفاء المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وبمدى احترام ذلك المجتمع للتشريعات والقوانين المنظمة له.

أشارت بعض التقارير الدولية إلى وجود هذه الظاهرة بكثافة في قارة آسيا، يليها قارة أفريقيا اللاتينية.

 بينما تشير هذه التقارير إلى أن بعض المناطق تكاد تخلو من هذه الظاهرة، مثل أوروبا وأميركا الشمالية وإستراليا. كما لا يوجد لها وجود على الإطلاق في مناطق أخرى من العالم مثل اليابان والصين؛ إلا أنه يجب النظر بحذر إلى الإحصائيات التي تتعرض لمثل هذه الظاهرة، نظراً لعدم توحيد أسلوب الإحصاء المستخدم على مستوى العالم، فالإحصاءات تختلف فيما بينها من حيث بداية المرحلة العمرية،  فبعض الدول تبدأ إحصاءها من مرحلة الست سنوات، والبعض الآخر يبدأها من سبع سنوات أو ثماني سنوات، كما تختلف أيضاً في المرحلة التي تنتهي عندها ذلك الإحصاء، فينتهي أحياناً عند اثني عشرة عاماً أو خمسة عشر عاماً.