صنعاء – 30 اغسطس 2013- نبيل اليوسفي- اخبار الان- فاطمة  احمد امرأة يمنية  في نهاية الخمسينيات من العمر تعيش في كوخ بائس من الكراتين في منطقة دار سلم على اطراف العاصمة اليمنية صنعاء  ،

و لا ذنب لها  في المعاناة التي تعيشها حسب  قولها  سوى انها من المهمشين او ما يطلق عليهم الاخدام الذين يحتقرهم المجتمع اليمني  ، فاطمة تتمنى ان يخرج مؤتمر الحوار اليمني بحلول جذرية لانتشال الاخدام من حالتهم السيئة التي يعيشونها منذ اعوام

تقول فاطمة لقناة اخبار الان :لقد شخت قبل الاوان بسبب حالتنا البائسة ،فهنا لا احد يتذكرنا او يلتفت الينا سوى في ايام الانتخابات حين يكون المسئولون في امس الحاجة  الى اصواتنا التي تمنحهم الفوز ،وبعد انتهاء فترة الانتخابات يمسحوننا من اجنداتهم ،ولا يتحقق اي وعد من الوعود الذهبية التي يقطعونها لنا ،وتمضي فاطمة في سرد مأساتها بآهات ملتهبة :ليت الحكومة اليمنية تدخل اسمائنا في سجل الضمان الاجتماعي الذي يمنح الفقراء بين ثلاثين واربعين دولار امريكي ،لكن مع الاسف يتم تسجيل الكثير من الناس  غير المحتاجين  وذوي الحالات المالية الميسرة بينما نحن لا يتم قبولنا ولا حتى الاعتراف بنا كبشر  مع ان الحكومة تعلم بوضعنا المعيشي الصعب.

ويتساقط المطر بغزارة على اكواخ الخدم  الذي يأوي اكثر من سبعة الاف مهمش، فتترك العجوز فاطمة كوخها الكرتوني  المهترئ ،لتلوذ الى كوخ احد جيرانها المزدحم و المبني بعشوائية  من الحجر  والمسقوف بالتراب والقش تقول فاطمة :نحن ليس لنا اي اهمية وكاننا كلاب ،والمفروض ان يحقنونا بالابر التي تقتل الكلاب ليتخلصوا منا ويخلصونا من حياتنا البائسة ،انظر الينا كيف نعيش في الوحل ؟،فهل يستطيع البشر العيش هنا ،انه لا يحمينا لا من حر الشمس ولا من البرد والمطر ..طرابيل وابلكاش واطارات سيارات ،انها حياة كلها نكد،وزاد من بؤسنا انهم شرعوا في بناء جسر للسيارات امامنا ،فضعنا ولم يعد يرى اكواخنا احد  ،والله اننا نكاد نموت من الجوع ،وليس من حل لانقاذ حياتنا سوى اننا نلجأ الى التسول في الشوارع …،وتغمر الدموع عيني فاطمة وهي تردد:

كلما حاولنا البحث عن عمل في اي مكان يقال لنا اننا اخدام ،رغم اننا لا نبحث سوى  عن مهن حقيرة كتنظيف المنازل وغيرها من المهن البسيطة،حتى الاعلام المحلي لا يلتفت الى حالتنا السيئة نهائيا.

 الشيخ مجاهد محمد شيخ حارة الاخدام  في منطقة  دار سلم اوضح صراحة ان سواد بشرتهم هي السبب في مأساتهم ونبذ المجتمع لهم، مضيفا في سياق حديثه :  على الرغم من ان تعدادنا  يصل الى ثلاثة ملايين شخص،الا ان هذا العدد الكبير لم يشفع لنا من الاحتقار فلم  نستطع الحصول على فرص عمل غير ان هناك  القليل  من الذين حالفهم الحظ للعمل كمنظفين في البلدية،كما ان اولادنا تركوا التعليم بسبب المضايقات والعنصرية التي يتعرضون لها ،وعلى الرغم من ان لدينا ممثل واحد في مؤتمر الحوار اليمني لكنني متأكد بانه لن يقدم لنا شيء لاننا لم نلمس شيئا  من الحوار حتى اللحظة، فحالنا كما ترى لا ماء ولا كهرباء  ولا عمل ولا صحة  ولاسكن فاكواخنا غارقة في الوحل والطين والامطار  واننا نناشد الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الوزراء ووزراة حقوق الانسان والمنظمات الدولية والامم المتحدة نناشدهم ان يلتفتوا لحالنا وان يعالجو اوضاعنا الصعبة،كما انني  اسال الله ان يخرج لنا مارتن لوثر كنج اخر في اليمن  ليخلصنا من مأساتنا ويساوينا مع بقية افراد المجتمع.