معرة النعمان ، إدلب ، 10 اغسطس ، محمد الدغيم ، أخبار الآن – قام فريق متطوع بالتجول بين الحارات في معرة النعمان بإدلب وتوزيع قليل من النقود على أطفالها كعيدية تنسيهم مشاهد القتل والتدمير وتنقلهم إلى جو العيد الذي يفتقدونه .

الشيخ صالح الحموي – ناشط في الحراك المدني
د. رانية قيسر – ناشطة سورية

يوم أخر من أيام عيد الفطر الذي يمر على السوريين عموما وأطفال معرة النعمان خصوصا، دون أن يعرفوا للعيد معنى من معاني فرحته. لم يعد أطفال معرة النعمان يحلمون بالهدايا والألعاب واللباس الجديد في العيد كما كانوا يحلمون قبل القتل والتدمير والتهجير ولم يعودوا ينتظرون أرحامهم من أولاد العم والخال ليأخذوا العيدية، ليطوفوا بها معهم في عالمهم الصغير المتمثل في الحي أو مدينة الألعاب كما كانوا يفعلون من قبل.

تقول احدى الأطفال: ” هاد العيد ماطلعنا برة البيت وما لعبنا بالألعاب ولا اشترينا أكلات ودينة الألعاب ما عبتشتغل لأن مافي كهرباء”.

لم يكن ليمر هذا العيد على هؤلاء الأطفال دون أن يجدوا من يعطف عليهم فحملة عيدية التي يقوم عليها فريق متطوع تجول بين الحارات في معرة النعمان وتوزع على أطفالها قليلا من النقود كعيدية تنسيهم ما يشاهدوه يوميا من اعمال القتل والتدمير لمدينتهم وتنقلهم إلى جو العيد الذي يفتقدونه.

يقول الشيخ صالح الحموي الناشط السوري:  “الحملة بدأنا فيها أنا والأخت رانيا قيسر فكرة تفريح الاطفال في العيد فوضعنا هدف إلى أن نتوجه إلى العوائل التي لم يبقى لديهم معيل.  مجمل الحملة 2000 طفل سوري مبالغ زهيدة ربما 15 دولار للطفل لكن أدى إلى فرحة لديهم وللأهل في العيد”.

لم يعد أطفال سوريا ككل أطفال العالم، فقد ملئت ذاكرتهم الصغيرة البريئة بكثير من مشاهد الخوف والرعب، وأصبحت جميعها تصب في مكان واحد وهو الحزن المخيم على معظم منازل المدينة.

تقول رانية قيسر إحدى القائمين على حملة عيدية: ” بصراحة لم أرى أي ملامح للعيد أنا رأيت أطفالا خائفين، معظم البيوت الي أنا زرتها كانوا الأهالي يقولوا أنهم يخافون أن يخرجوا أطفالهم إلى الشوراع ليلعبوا خوفا عليهم من القصف، بصراحة مافتت على بيت إلا ما كان مليان حزن والناس كلهم يبكون معظم الأمهات والنساء الموجودات في البيوت الهم علاقة بشهيد أو جريح أو معتقل الحزن مليان بسوريا”.

يحل عيد الفطر على الناس هنا بزمانه لا بفرحته وتغيب ملامحه بين شوراع هذه المدينة ومنازل الكثير سكانها بعد الفواجع التي تعرضوا لها.