خفضت الهند وارداتها من نفط الخام الإيراني بنسبة تصل إلى سبع وعشرين بالمئة، خلال الاثني عشر شهرا الماضية. واستبدلت دور إيران بالعراق الذي صار الآن يورد النفط إلى الهند. إليكم تحليلنا.
بحسب أخبار (زيي)، استوردت الهند نحو ثلاثة عشر مليون وثلاثِمئة ألف طِن من النفط الخام من إيران خلال السنة المالية الأخيرة التي انتهت في آذار مارس. يشكل هذا انخفاضا من الثمانية عشر مليون طن التي استوردتها الهند في السنة السابقة. الانخفاض يبدو أكثر حدة عندما نقارن هذا الرقم بالأعوام السابقة. في الفترة من 2009 وحتى 2010، كانت إيران تصدر إلى الهند واحدا وعشرين مليون ومئتي ألف طن في العام الواحد. الانهيار في صادرات إيران من النفط الخام له علاقة مباشرة بالعقوبات الدولية المفروضة على نظام طهران، عندما لم تعد الهند قادرة على أن تدفع مقابل النفط الإيراني من خلال بنك هالك التركي في شباط فبراير الماضي نتيجة تزايد العقوبات البنكية على إيران، ولم يكن أمام نيودلهي إلا خياران. الأول هوأن تستمر في محاولة شراء النفط من إيران باستخدام نظام مقايضة صعب ومعقد ويتطلب عمولة كثيرة. كان هذا سيفيد الهند على المدى القصير لكن على المدى الطويل كانت الهند ستعاني منه دوليا. الخيار الثاني كان أسهل، ويبدو أنه بدأ العمل فيه، وهو إيجاد مورد بديل. انبرى العراق ليملأ الفراغ الذي تركته إيران في حصص الهند النفطية. بالرغم من أن إيران كانت تمارس ضغطا على الحكومة العراقية في جوانب أخرى غير مبررة، وبات واضحا أن الحكومة العراقية لديها حس اقتصادي مكنها من فصل سياستها مع إيران عن مصالحها الداخلية والخارجية. سياسة إيران الخارجية بالتدخل في الجوار وعدم التزام برنامجها النووي تسببا في أن يتم استبدالها بالعراق بعد أن كانت ثاني مُصدر للنفط في الهند. وهذا يُظهر كيف أن عدائية وعدم كفاءة السلوك الإيراني حملا القوى الدولية والإقليمية على أن تعزل إيران عنها.