كورونا سلاح بيد الإعلام المضلل

فيروس كورونا ولقاحاته المضادة باتت بطبيعة الحال حديث الساعة، في ظل استعار  الحرب التي يشنها الفيروس على العالم بالتزامن مع طرح عدد من الشركات العالمية للقاحاتها وإعطاء ملايين الأشخاص لهذه اللقاحات.

وكحال أي شيئ جديد، فإن المخاوف من الآثار الجانبية للقاحات طغت على المشهد في الآونة الأخيرة، مع محاولة كل شركة تسويق لقاحها رغم الطلب الشديد عليها ودخول الضغوط السياسية للدول على كمية ومواعيد الحصول على اللقاح.

روسيا الذائعة الصيت بتلفيق الأخبار الكاذبة وذات الباع الطويل في التضليل كما تصفها الكثير من وسائل الإعلام الغربية، دخلت على خط المواجهة، عبر تضخيم التقارير التي تحدثت عن حدوث بعض المضاعفات لمن تلقى لقاحات انتجتها شركات غربية وعلى رأسها فايزر، مستخدمة جميع وسائل الإعلام التي تمتلكها لبث الرعب في المناطق المستهدفة من اللقاحات الغربية.

موقع EUvsDisinfo التابع لوحدة العمل الأوروبي الخارجي، أورد تقريراً حذر من تلفيق موسكو للكثير من التقارير التي تضخم الآثار الجانبية للقاحات الغربية، مؤكدا في الوقت ذاته أن روسيا استخدمت بعض الحالات كنماذج للتعميم دون مراعاة أن أي لقاح في العالم من شأنه أن تظهر له آثار جانبية بعد تلقي ملايين البشر له.

وكتب معد التقرير: “وسائل الإعلام المضللة الموالية للكرملين تتفنن بالكذب عبر استخدام المعلومات المضللة والتركيز على كل حالة احتوت آثارا جانبية للقاح غربي متجاهلة أن الغالبية الساحقة ممن تلقوا اللقاحات لم تظهر عليهم أعراضا تذكر”.

فعلى سبيل المثال أسهبت وكالة الأنباء الروسية الرسمية في الحديث عن مخاطر لقاح فايزر، مبررة ذلك بحدوث نحو 80 حالة إصابة بآثار جانبية لمتلقين للقاح فايزر في إيرلندا، ورفض قيرغيزستان للقاح، وادعاء ان الاتحاد الأوروبي وافق على لقاح فايزر بعد ضغوط تعرض لها.

الادعاءات السابقة، نشرتها وسائل الإعلام الروسية بين يومي 14 و19 من شهر يناير الحالي، في حين أن بعض الصحف الروسية عنونت أولى صفحاتها “إخفاق تام للقاح فايزر – المواطنون الغربيون يموتون – الغرب يرفض الاعتراف باخفاقه”.

ويلفت التقرير إلى قيام موسكو بتضخيم ما حصل في النرويج وألمانيا، إذ بثت العديد من وسائل الإعلام والمعرفات الروسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “عشرات الوفيات في النرويج وألمانيا جراء لقاح فايزر”.

وكتب معد التقرير: “انتقاء التقارير والتلاعب بها يماثل الكذب الصارخ وهو ما يقوم به الإعلام الموالي للكرملين عبر انتقاء حوادث معزولة وتضخيمها لتوحي بوقوع كارثة كبرى. في الواقع، سجلت النرويج عددًا من وفيات كبار السن والضعفاء والمرضى بعد تلقيهم لقاحًا، لكن لا يوجد دليل على وجود علاقة سببية بين اللقاح والوفيات”.

ويشدد التقرير الأوروبي في ختامه، على ضرورة نبذ روسيا ومن لف لفها أي خلاف حول اللقاحات ومنع استخدام مصطلحات توحي بوجود حرب لقاحات، وضرورة تعاون العالم على حرب الفيروس الذي فتك بمئات الآلاف حول العالم.