أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع من المرصد نغطي فيها الفترة من  12 إلى 18 سبتمبر 2021. في عناوين هذا الأسبوع: 

*من المسؤول عن “انحراف الثورة” في الشام؟ أنصار القاعدة يتناسون أن الظواهري هو من مكّن الجولاني في الشام

*بعد عام على سجن مشايخ حراس الدين، التنظيم لا يزال عاجزاً يستجدي الجولاني التقاضي عند أبي قتادة

*طالبان تؤكد للصين: لا إيغور في أفغانستان

ضيف الأسبوع: المؤرخ العراقي عمر محمد صاحب (عين الموَصل) المبادرة التي تهدف إلى إعادة بناء المدينة بعد احتلال داعش في الفترة من ٢٠١٤ إلى ٢٠١٧. أثناء الاحتلال كان (عين المَوصل) هو السبيل الوحيد لتوثيق جرائم داعش في المدينة. في الأسابيع الأخيرة انتهى (عين الموصل) من إنتاج بودكاست (المَوصل والدولة الإسلامية – داعش) توثيق يوميات الاحتلال. 

محمد يحدثنا عن صور متكررة من المَوصل ٢٠١٤ إلى  كابول ٢٠٢١

من المسؤول عن انحراف “الثورة” في الشام؟

سأل عبدالرزاق عبدالمهدي، أحد مشايخ إدلب المهادنيين وأحياناً المؤيدين للجولاني، سأل عن “المسؤول الأول عن إخفاق الثورة السورية؟”  وأجاب: هم “العلماء المشهورون … الذين لم يصيبوا في اختيارهم الإقامة في تركيا أو قطر أو أوروبا وتركوا ساحة الجهاد والناس أحوج ما يكون إليهم.” رد عليه كثيرون بالنقد والتكذيب. ليس هذا هو المهم. المهم هو أن مؤيدي القاعدة، معارضي الجولاني، ومنهم شخصيات لها تاريخ مع القاعدة مثل ماجد الراشد، اعتبروا أن سبب “انحراف الثورة” هو الجولاني الذي من ضمن تخريبه الثورة أنه بحسبهم “أتى بداعش إلى الشام.” 

والحقيقة لا بد من العودة هنا إلى الحقائق وإلى تلك الأيام من أبريل ٢٠١٣ عندما كشف البغدادي عن العلاقة بين جبهة النصرة وتنظيم دولة العراق الإسلامية وقال “الجولاني جندي من جنودنا” وأعلن دمج الجماعتين في داعش. الجولاني رد بالاعتراف بأن البغدادي هو من أرسله ومده بالمال والرجال لتنفيذ مهمة الشام؛ وأنهم كانوا يفضلون التروي في إعلان الارتباط. رفض الجولاني التبعية للبغدادي فأعلن تجديد البيعة للظواهري. 

الجولاني جدّد البيعة للظواهري، ولم يُقدم بيعة جديدة. الجولاني كان جندياً من جنود الظواهري والقاعدة بحكم أنه كان من عناصر البغدادي المبايع القاعدة. 

الآن، ما حصل لاحقاً، يبين من دون شك أن المسؤول عن تمكين الجولاني هو الظواهري. الظواهري أعطى الشرعية للجولاني فقبل بيعته ومكنه على النصرة في الشام، وردّ البغدادي. الظواهري ساوى بين الرجلين علماً بأن الجولاني كان تابعاً للبغدادي. الظواهري هو من شقّ الصف. هو، زعيم تنظيم القاعدة وخليفة بن لادن، سمح للجندي بتجاوز أميره. وهكذا كانت قصة التناحر تُروى للتاريخ. 

ومرة أخرى، الظواهري مسؤول عن تقوية الجولاني عندما أمده بالرجال الذين لهم باع طويل في القاعدة. فعل الظواهري مع الجولاني كما فعل بن لادن مع الزرقاوي. 

وهذا كلام من عند الجهاديين؛ من عند عدنان حديد في الكتاب الذي نشره موقع البيان في ٣٠ يوليو ٢٠٢٠ بعنوان:” بين الشيشان والشام” وفيه يحمّل الظواهري تحديداً مسؤولية الخلل الذي حصل في ساحة الجهاد الشامي.

“حراس الدين” لا عزاء لهم

انتشر على التلغرام بيان نُسب إلى أبي همام الشامي، زعيم حراس الدين، يجدد فيه دعوة هيئة تحرير الشام إلى الاحتكام الشرعي عند أبي قتادة الفلسطيني. الملاحظات على البيان: 

أولاً، يأتي بعد يومين من إعلان قياديي وعناصر حراس الدين السجناء لدى الهيئة الإضراب عن الطعام. أبرزهم أبو عبدالرحمن المكي. هؤلاء مضى عليهم عام من دون محاكمة. في يونيو العام الماضي انقضت الهيئة على حراس الدين اعتقلت وقتلت قادة وعناصر وطردتهم من مقراتهم. لم يعد حياً أو طليقاً إلا سامي العريدي وأبا همام الشامي. 

ثانياً، يأتي البيان بعد أن سأل أنصار الحراس عن سبب غياب القيادة عن أمر السجناء. فجاء البيان بلغة ركيكة لا يُضيف شيئاً إلى ما قاله في غرف التلغرام أنصار القاعدة المغمورون. 

ثالثاً، اجترّ البيانُ مبادرة أبي محمد السوداني التي وجهها إلى الجولاني نفسه قبل مقتله بأيام في أكتوبر الماضي: التقاضي عند أبي قتادة على أساس أن الهيئة ترتضي الرجل. 

لم ترد الهيئة على مبادرة السوداني قبل عام؛ ولن ترد رسمياً اليوم. 

لكن مظهر الويس، من كبار شرعيي الهيئة، رفض المبادرة على أساس أن “تحكيم الشرع من أولوياته الاعتصام،” وفي هذا إشارة إلى رفض الحراس العمل تحت راية الهيئة وتحالفهم مع مكونات أخرى كما حدث مع غرفة عمليات “فاثبتوا”. 

أنصار القاعدة/ الحراس استغربوا هذا الرد ورفض الاحتكام الشرعي وشبهوا موقف الهيئة بموقف داعش عندما طلبت منهم الهيئة والظواهري الاحتكام إلى الشرع. 

والمفارقة هنا هي أن قيادة حراس الدين، سامي العريدي وأبا همام الشامي، لهما أسبقية في رفض الاحتكام إلى الشرع. يوثق الباحث عبدالعزيز مزوز في موقع المعهد المصري للدراسات أنه في يونيو ٢٠١٩، فصلت قيادة الحراس اثنين من قيادات  التنظيم الذين احتجا على مشاركة التنظيم مع فصائل درع الفرات في معارك ريف حماة، وهما أبو يحيى الجزائري، المعتقل الآن لدى الهيئة، وأبو ذر المصري. هما وحوالي ٣٠٠ عنصر من الحراس رفضوا قرارات العريدي – أبي همام. وطالبوهما بالمثول إلى القضاء الشرعي. لم يستجب الرجلان إلى طلب رسمي من قاضي التعزيرات والحدود أبي عمر التونسي. ما أثار أزمة داخل التنظيم. بعد أيام من إصدار أمر جلب العريدي وأبي همام، أغار التحالف على المعترضين وقتل منهم من قتل من بينهم القاضي أبو عمر.

 

هل باعت طالبان القاعدة على طاولة اتفاق الدوحة؟  

أبو محمد المقدسي لا يزال يغرد؛ يدلي بدلوه كما لو كان على التلغرام. هذا الأسبوع كتب أنه “من الحكمة … إعلان الجماعات المصنفة بالإرهابية كالقاعدة … أنها لا تعمل حالياً على أرض أفغانستان أو أنها غادرتها؛ لتُجنِّب طالبان الضغوط.” أبو محمود الفلسطيني علّق مستهزئاً ومستغرباً من ازدواجية المقدسي  وقال: “أما في سوريا، فاجرفوا الهيئة، افسدوا الساحة، شقوا الصف، لا تتوحدوا.” تعليقاً على إصرار المقدسي مساندة الحراس وإثبات حضورهم في الشام على حساب الهيئة. 

أنصار الهيئة لا يزالون يقاربون بينهم وطالبان وهذا كان فحوى ندوة قدمها شرعي الهيئة عبدالرحيم عطون في إدلب هذا الأسبوع. بيّن فيها ما يراه أوجه شبه وأوجه اختلاف. خلاصة قول عطون هو أن استنساخ التجربة الطالبانية في الشام بحذافيرها غير واردة لأن المعطيات مختلفة سواء من حيث جغرافيا المحيط أو اجتماع الشعب السوري على موقف واحد من “الثورة.” والحقيقة أن الفرق الوحيد هو وجود قرار دولي بتمكين طالبان في كلِّ أفغانستان. 

 

هل باعت طالبان الإيغور على طاولة الاستثمارات الصينية؟ 

انتهت في لندن جلسات الاستماع لشهادات حول ممارسات الصين ضد الإيغور في إقليم شنجان وخارج الإقليم الواقع شرق الصين. في ديسمبر ستصدر المحكمة المعنية قرارها فيما إذا كانت هذه الممارسات تؤسس لجرائم إبادة. 

الصين متهمة باحتجاز ملايين الإيغور في سجون تسميها إعادة تأهيل تعرضهم فيها لصنوف العذاب النفسي والجسدي، وتستغلهم في العمل بالسخرة.

الصين متهمة بإجبار الإيغوريات على تناول أدوية تسبب العقم؛ والسماح لرجال صينيين بالمبيت في بيوتهن. 

الصين متهمة بملاحقة الإيغور الهاربين في دول العالم؛ فتهكر حساباتهم وتهددهم بعائلاتهم. 

في الأثناء، يستقبل طالبان المسؤولين الصينيين ويصفون الصين بأنها شريك تجاري وسياسي مهم. هذا الأسبوع، أكد مسؤولو طالبان للصين أن أفغانستان خالية من الإيغور؛ فيما وردت أنباء عن أن الإيغور في أفغانستان يتوارون عن الأنظار خوفاً من طالبان. 

حمزة

نشرت مؤسسة بيت المقدس كتاباً من ٥٠٠ صفحة تقريباً لخبيب السوداني، إبراهيم القوصي، القيادي في قاعدة اليمن. الكتاب بعنوان “شذرات من تاريخ القاعدة” وهو يشبه سلسلة الظواهري التي بعنوان “مع الإمام.” كلها توثيق يوميات مع بن لادن. من أبرز ما جاء في “شذرات” ما يبدو أنه تأكيد قتل حمزة بن أسامة بن لادن. في سبتمبر ٢٠١٩، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب إنهم قتلوا حمزة. الظواهري كان يُعد حمزة لتولي قيادة القاعدة. في “شذرات” يشير السوداني إلى حمزة مرتين بـ رحمه الله. 

السوداني يشير أيضاً إلى قتل نائب الظواهري أبي محمد المصري في طهران في أغسطس الماضي. وليس واضحاً حقيقة إن كان كلام السوداني قائم على معلومات من داخل التنظيم أم أنه معلومات مجترّة من الإعلام. 

داعش في إفريقيا

أعلنت فرنسا أنها قتلت عدنان أبا الوليد الصحراوي زعيم داعش في الصحراء. لم يتضح متى أو أين تمت الغارة الفرنسية. في أغسطس الماضي، وردت أنباء عن أن فرنسا قتلت نائب الصحراوي عبدالحكيم المعروف باسم الجزار. في نوفمبر الماضي، نشرت صحيفة النبأ لقاء مع الصحراوي أبي الوليد تحدث فيه تحديداً عن قتالهم مع القاعدة في مالي. 

كذلك، لفت حساب observer14 على تويتر خبراً من موقع Daily Trust  النيجيري يقول إن أبا مصعب البرناوي، زعيم داعش في غرب إفريقيا قُتل في الأسبوع الأخير من أغسطس الماضي. الموقع يقول إن الرجل إما قُتل في كمين للقوات النيجيرية أو في اقتتال داخلي. ليست المرة الأولى التي يُقال فيها إن البرناوي قُتل في اقتتال داخلي. لم نستطع التحقق من هذه المعلومات. 

اليمن

سيطر الحوثيون هذا الأسبوع على الصومعة في محافظة البيضاء اليمنية وباتوا أقرب إلى أبين. الصومعة كانت آخر معقل للقاعدة في البيضاء. الصيف الماضي، صلبت فيها الدكتور اليوسفي متهمةً إياه بالتجسس.