ما الفرق بين FOMO وJOMO.. وما أهمية اعتماد الأخيرة؟

صحيح أن سعادة ونجاح الآخرين عادةً ما تلهمنا وتحفزنا وتدفعنا إلى تحقيق المزيد، لكنها قد تتحول في بعض الأحيان إلى مسعى غير مجدٍ لتحقيق الكمال وهذا ما يرهقنا فعلاً مع التصفّح الدائم لمواقع التواصل الاجتماعي ومحاولتنا في مواطبة ما نراه في المنشورات.

هذه الحالة يطلق عليها تسمية FOMO وترمز الأحرف إلى جملة Fear Of Missing Out، أي الخوف من تفويت شيء ما. ومقابل ما قد تحمله من سلبيات لبعض الأشخاص برز مفهوم معاكس لها وهو JOMO، وهو اختصار لجملة Joy Of Missing Out، أي السعادة في تفويت الأمور. ويبدو أنه يلقى اهتماماً كبيراً لا سيما من الجيل Z.

JOMO.. اتجاه جديد يجذب الجيل Z من أجل صحة نفسية جيدة

وتشير JOMO إلى التراجع عمدًا عن سباق التواصل الاجتماعي المحموم بالقلق والتوتر، والعثور على المتعة في قضاء الوقت بمفردك، بهدوء ووعي.

وبحسب قول أحد الخبراء، فإن JOMO يتمحور حول العثور على السعادة في رفض دعوة لحفل وقضاء أمسية مع كتاب أو في المطبخ لطهي وجبة للعائلة، أي أنه يدفع الفرد إلى الاحتفال بأخذ استراحة مدروسة من خلال القيام ببعض التنفس العميق بدلاً من المرور على منشورات على Instagram. وكذلك يتعلق الأمر بالذهاب باتجاه خيار قضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة في المنزل والاستمتاع برفقة العائلة أو حتى بمفردك.

لكن قد يسأل البعض: ألا تتعلق الرفاهية والراحة النفسية بتعزيز الروابط الاجتماعية، والخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، والقيام بتجارب جديدة؟ حسنًا، نعم ولكن.

JOMO.. اتجاه جديد يجذب الجيل Z من أجل صحة نفسية جيدة

إن اتجاه JOMO لا يتعلق بقول لا لكل شيء أو قضاء كل وقتنا في العزلة. يتعلق الأمر بالتخلص من القلق الذي يسببه FOMO واختيار الراحة والرعاية الذاتية عندما يكون هذا ما نتوق إليه حقًا. يجعلنا FOMO نتخذ قرارات من مكان يتسم بتدني احترام الذات، بينما يسمح لنا JOMO بممارسة التمييز واتخاذ القرار من مكان التمكين.

إذا كنت على استعداد للتخلي عن مقارنة نفسك وحياتك بالآخرين وتريد إعادة الاتصال برغباتك الأساسية الحقيقية، فإليك خمس طرق لتنمية JOMO:

  • تدرب على التخلص من السموم الرقمية: خذ فترات راحة دورية من وسائل التواصل الاجتماعي وقلل من استخدام الشاشة. إنه لأمر مدهش حيث أن مقدار الوقت والمساحة العقلية التي يمكنك اكتشافها ستفاجئك.
  • استخدم وسائل التواصل الاجتماعي بحذر: عندما لا تكون في فترة راحة، قم بتعيين فترات زمنية لمشاهدة المنشورات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدمها بهدف الحصول على تجربة إيجابية والاعتراف بمشاعرك أثناء استهلاك المحتوى. حاول التمرير دون إصدار أحكام ومشاركة المنشورات دون توقع نتيجة. قم بتنظيف خلاصتك لإلغاء متابعة الحسابات التي تزيد من القلق أو المشاعر السلبية.
  • التركيز على الرعاية الذاتية: استخدم وقت التوقف عن العمل للتركيز على صحتك. ادفع نفسك بلطف إلى ممارسة الرياضة كل يوم، وتناول طعام صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، واسترخاء عقلك.
  • ضع حدودًا: كن حكيمًا في وقتك واختر ما تريد فعله حقًا. لا بأس أن تقول لا ولا تقدم تفسيراً. وقتك ثمين.
  • تعزيز الاتصالات دون اتصال بالإنترنت: ضع خططًا للقاء الأصدقاء والعائلة عبر نشاط مشترك. إنها أفضل طريقة لتعزيز الروابط الاجتماعية الحقيقية والهادفة، والتي تغذي رفاهيتنا الاجتماعية.