إعلانان متضاربان حول الأسبارتام.. “مسرطن محتمل” و”استهلاكه آمن”

لطالما عُدَّ “الأسبرتام” مُحلياً صناعياً مثيراً للجدل، إذ جرت دراسته ومراجعة الدراسات المرتبطة به مراراً وتكراراً منذ اكتشافه حتى الآن؛ للتأكد من سلامته، كما تفاوتت آراء الخبراء حول إمكانية تسبّبه بتلفٍ في الدماغ وأنواع من السرطانات، دون نفي تامّ أو إثبات قطعي.

وكثير من الأشخاص يستخدمون مُحلي الأسبارتام في مشروباتهم كبديلٍ للسكر ويدخل “الأسبرتام” كمُحلٍّ صناعي في نحو 6000 منتجٍ على مستوى العالم، من ضمنها المشروبات الغازية، والمنتجات المخصصة للحمية (Zero calorie, Sugar free)، والعلكة، وحلويات الأطفال، والمكملات الغذائية، وحبوب الإفطار، والمخاليط الجافة لبعض الأغذية مثل القهوة سريعة التحضير، والجيلاتين، ومنتجات الألبان لكن السؤال هل سيتوقف هؤلاء الأشخاص عن إستخدام مُحلي الأسبارتام بعد هذا الجدل؟

في تعارض حاد مع المنظمات الدولية سيضع المستهلكين في حيرة من أمرهم، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية التي وافقت على الأسبارتام منذ عقود يوم الخميس انتقادًا غير عادي لنتائج لمنظمة الصحة العالمية وأكدت موقفها الراسخ بأن المُحلي آمن.

هناك انقساماً حادّاً بين المنظمات الصحية حول إدراج مادة “الأسبرتام” كمادة مسرطنة، فقد أعلنت جهتان مرتبطتان بمنظمة الصحة العالمية، الجمعة، أن محلي الأسبارتام “مادة مسرطنة محتملة”، لكنه يظل آمناً عند استهلاكه عند المستويات المتفق عليها بالفعل.

يأتي الإعلان بناء على قراري لجنتين مختلفتين تابعتين لمنظمة الصحة العالمية، كانت إحداهما تنظر في وجود أدلة على أن المادة تشكل خطراً محتملاً، والأخرى تقيم مقدار الخطر الفعلي الذي تشكله هذه المادة على الحياة.

 

الأسبارتام يحتمل أن يكون مسببًا للسرطان.. ماذا نفعل؟ مسؤول أممي يجيب

مساعدة المستهلكين

وحاول فرانشيسكو برانكا رئيس قسم التغذية في منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحافي قبيل الإعلان، مساعدة المستهلكين على فهم الإعلانين اللذين قد يبدوان متضاربين، لاسيما لأولئك الذين يبحثون عن المحليات الاصطناعية لتجنب السكر.

وقال برانكا: “إذا كان المستهلكون بصدد اتخاذ قرار بشأن تناول الكولا بالمحليات أو تناول الكولا بالسكر، أعتقد أنه يجب وضع خيار ثالث في الاعتبار.. وهو شرب الماء بدلاً من ذلك”.

وقالت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التي مقرها ليون في أول إعلان لها عن المادة في وقت مبكر من يوم الجمعة، إن الأسبارتام “مادة مسرطنة محتملة”.

يعني هذا التصنيف أن هناك أدلة محدودة على أن مادة ما يمكن أن تسبب السرطان.

لكنه لا يأخذ في الاعتبار المقدار الذي يحتاجه الشخص ليكون في خطر، وهو ما تنظر فيه لجنة منفصلة، وهي لجنة الخبراء المشتركة للمواد المضافة إلى الأغذية، التي مقرها جنيف، والتي تشترك فيها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو).

وبعد إجراء مراجعة شاملة خاصة بها، قالت اللجنة اليوم الجمعة، إنها ليست لديها دليل مقنع على الضرر الناجم عن الأسبارتام، وواصلت التوصية بالحفاظ على مستويات استهلاك من الأسبارتام أقل من 40 مليغرام لكل كيلوغرام من الوزن في اليوم.

يذكر أن الأسبارتام أحد أكثر المحليات شهرة في العالم، ويستخدم في كثير من المنتجات التي تعد صديقة للحميات الغذائية.

الأسبارتام يحتمل أن يكون مسببًا للسرطان.. ماذا نفعل؟ مسؤول أممي يجيب

الاطلاع على النشرة الملصقة على عبوات المشروبات والأطعمة

ينصح الخبراء المختصون بالتغذية والطب بضرورة الاطلاع على النشرة الملصقة على عبوات المشروبات والأطعمة الجاهزة للأكل، لمعرفة أي مركّبات أو عناصر يمكن أن تلحق ضرراً بالإنسان. وترد في تلك الملصقات ثلاث عبارات حيوية يجدر بالجميع معرفتها بدقة. وهي: السكر المضاف، والسكر الطبيعي، والمحليات الاصطناعية. ويقول العلماء، إن عبارة «السكر المضاف» تعني المحلّيات التي تضاف إلى المشروبات كالقهوة والشاي. وتشمل المحلّيات التي تضيفها الشركات والمصانع إلى أغذيتها. وقد يعتقد كثيرون خطأ، أن السكر المضاف يقتصر على المخبوزات، والآيسكريم، ومشروب الصودا.

وما ينبغي أن يفهموه هو أن السكر يضاف إلى نحو 75% من الأطعمة المجهزة في عبوات، سواء كانت هذه الأطعمة حلوة أم لا. وعادة ما تحتوي أغذيةٌ من قبيل الخبز، وحبوب القمح، والألبان التي يتم تصنيعها كحليب الشوفان، والزبادي، والمرقة، وتتبيلات السلَطَة على قدر كبير من السكاكر المضافة. ومع أنه قد يبدو أحياناً أن تلك الكمية ليست كبيرة، لكن تكرار تناول هذه الأطعمة والمشروبات خلال اليوم يمكن أن يتجاوز الحد الذي اشترطته الهيئات الرقابية الصحية. وعادة ما تذكر السكاكر المضافة في نشرات الأغذية والمشروبات بالغرامات. وعادة ما يبلغ ما في الملعقة الواحدة نحو 4 غرامات. وتقول الجهات الرقابية، إن الحد الأقصى المسموح به هو 25 غراماً للنساء والأطفال، و36 غراماً بالنسبة إلى الرجال.

ويقول الخبراء، إن نشرة محتويات المادة الغذائية عادة تورد المواد المضافة بحسب حجمها. ويعني ذلك، أنك إذا وجدت كمية السكر المضاف تتصدر النشرة أو تحتل المرتبة الثانية فيها فيجدر بك أن تُحسن اختياراتك. كما أن السكر المضاف يمكن أن يذكر في أشكال أخرى. إذ إن بعض المحليات الشائعة المستخدمة في الأطعمة المجهزة في عبوات قد تشمل مركّزات عصير الفواكه، وسائل الأرز البني، وسكر القصب، وعسل فركتوز القمح، وعصير القصب المبخّر. وكلها أصناف من السكر المضاف يجدر بالمرء أن يتنبه إليها. وهناك أيضاً ما يسمى «السكر الطبيعي»، ويشمل فركتوز الفواكه، واللاكتوز في منتجات الألبان. وهي أيضاً منتجات ينبغي أن ينضبط الفرد في تحديد ما يمكنه أن يتناوله منها يومياً.