أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (فدوى السباعي)

يَتعرض الجهاز الهضمي لعدد من الأمراض التي قد تؤثر على وظائفه وأعضائه لأسباب مختلفة تتعلق أغلبها بالفيروسات ، التقرير التالي يوضح أمراض الجهاز الهضمي الشائعة كسرطان القولون، والأقل شيوعا كالتهاب القولون التقرحي و داء كرون

 تحدث د. فيليبوس جيورجوبولوس Dr Filippos Georgopoulos استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد لـ “أخبار الآن” عن أهمية تشخيص سرطان القولون مبكرا باعتباره نوع من أنواع السرطانات الشائعة والذي من  الممكن الوقاية منه في معظم الحالات. وقال د. فيليبوس ان  سرطان القولون يحتل المرتبة الثالثة من حيث كونه شائعا بالنسبة للرجال وفي المرتية الثالثة لدى النساء، وأكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الرجال البروستاتا، الرئة وسرطان القولون

وأشار أنه بالنسبة للنساء عادة ما يصابون بسرطان الرئة عنق الرحم والقولون، مما يجعله سرطان شائع للغاية ويأثر على الملايين في جميع أنحاء العالم. غير أنه يمكن الوقاية في معظم الحالات، خاصة إذا تم تشخيصه مبكراً أو إذا تم تشخيصه في حالة تسمى الأورام الحميدة القولونية التي يمكن إزالتها. وبعد ذلك، يصبح ممكنا إيقاف العملية التي قد تؤدي إلى تطور السرطان مع مرور الوقت.

وقال د.فيليبوس أن  الذين في الخمسينيات من عمرهم الأكثر عرضة  للإصابة في مشاكل بالقولون، والتي تكون في معظمها من الاورام الحميدة في 85 ٪ من الحالات وبعضهم على مدى فترة قد تستغرق ما يصل إلى 10 سنوات قد يصابون بالسرطان

لذلك يحدث سرطان القولون في سن الستين فما فوق، وغالبية المرضى في منتصف الستينيات من العمر، غير أنه لا يزال ممكنا تطور سرطان القولون في أي فئة عمرية ولهذا السبب فإن جميع الجمعيات الدولية أو الهيئات العلمية الدولية تنصح المجتمعات الأطلسية أو أمريكا الشمالية أو الأوروبية أو الآسيوية وخاصة الذين يبلغون من العمر 55 عامًا بالكشف عن سرطان القولون.

كما تحدث د.فيليبوس عن مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، وقال انهما يعتبران مرضان متشابهان يتعلقان بمرض التهاب الأمعاء الالتهابي، وتتكون أمراض الأمعاء الالتهابية من مرضين أو ثلاثة أمراض ، 90 ٪ منهم عبارة عن التهاب القولون التقرحي ومرض كرون و 10 ٪ الباقية هي أمراض التهاب القولون التي لديها خصائص كلا المرضين.

وأضاف أن هناك أوجه تشابه واختلاف في معالجة هذه الأمراض، والأهم هو أن هذه الأمراض تصيب الشباب في العشرينات من العمر، رغم أنها ليست أمراضًا شائعة جدًا فقد أصبحنا نرى المزيد من معدلات الإصابة بمرض كرون مؤخرًا، ربما لأننا أكثر قدرة على تشخيصها في وقت مبكر وأكثر وعياً بها، ولكن بشكل عام ، يقدر أن حوالي 1.5 مليون من الشباب يعانون من هذه الأمراض.

وحسب د. فيليبوس، فإن الفرق الرئيسي بين التهاب القولون التقرح ومرض كرون هو أن التهاب القولون التقرحي يؤثر فقط على القولون (الجزء الأخير من الجهاز الهضمي) حيث تتشكل جميع البراز. في حين يمكن أن يؤثر مرض كرون على الجهاز الهضمي كله، بدءاً من الفم وصولاً إلى قناة الشرج. بالإضافة إلى اختلافات في الأعراض التي قد يتعرض لها المرضى، المرضى الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي يمكن أن يعانوا بشكل أساسي من الإسهال والنزيف بينما يعاني المريض المصاب بمرض كرون من آلام في البطن والإسهال دون حدوث نزيف كبير في غالبية الحالات.

أما بالنسبة لسبب الإصابة بأمراض التهاب الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحي و داء كرون، فهو غير مفهوم تمامًا، فهناك نظريات مختلفة. لكن النظرية السائدة حاليا هي أن الأشخاص الذين تتطور لديهم هذه الأمراض لديهم خلفية وراثية مناسبة، فليست هذه الأمراض كأي مرض معين مثل مرض الثلاسيميا المعروف، فهناك حوالي 200 جينة مختلفة يمكن أن تجعل الشخص يصاب بالمرض ، لذلك أولاً وقبل كل شيء هناك الخلفية الوراثية المناسبة والعامل الثاني هو ما يسمى بالاستجابة المناعية، وتعني كيف يتفاعل الجسم مع الغزاة الخارجيين.

وقال د.فيليبوس أن الجسم الخارجي يمكن أن يكون بكتيريا وفيروسات أو جزيئات الطعام التي تجعل النظام الهضمي فيها حساسا . لذلك، عندما يكون لدى الأشخاص الخلفية الوراثية المناسبة ، يواجهون رد فعل مناعي مفرط. يمكن مقارنة ذلك بردة فعل تحسس الجلد ،عندما يصاب الجلد بالحكة و الانتفاخ وأحيانا بنوع من القرحة. مضيفا ” يمكننا أن نتخيل شيئًا مماثلاً يحدث في نظامنا المعوي الذي يمكن أن يؤدي مع مرور الوقت إلى بعض الظروف التي تؤدي إلى حدوث تضييق كبير في الأمعاء أو بعض القرح في الأمعاء. وهو رد فعل مفرط لجهاز المناعة . من المثير للاهتمام أن نظام المناعة لدينا تم تطويره من أجل حمايتنا من الغزاة الخارجيين، لكن في هذا النوع من الأمراض يحاول الجهاز المناعي تدمير مكوناته الخاصة، وخاصة مكونات الجهاز الهضمي.”

وفيما يخص العلاج، فتتمثل خيارات العلاج لالتهاب القولون التقرحي ومرض كرون في تخفيض نسبة استجابة الجهاز المناعي مع استخدام العلاج التقليدي وهو الكورتيزون الذي تم تجربته على مدار الخمسين عامًا الماضية. ومع ذلك، فإن الكورتيزون ليس علاجًا فعالًا جدًا وينتج عنه مضاعفات كبيرة إذا استخدم لفترة طويلة من الزمن. ولهذا السبب أصبحنا نستخدم العلاجات البيولوجية، فهي تتسق مع الأدوية المختلفة التي طورتها الشركات الصيدلانية على مدار العشرين عامًا الماضية وقد غيرت تمامًا من الطريقة التي نعالج بها المرضى الذين يعانون من أمراض القولون، حسب استشاري أمراض الجهاز الهظمي د.فيليبوس.

اقرا: علاج البرود الجنسي عند النساء بتقنية البلازما الغنية بالصفائح