أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (رويترز)

قد يشهد العامان المقبلان أول إصدار للقاح الحماية على المدى الطويل ضد الملاريا، بعدما أثبتت التجارب نجاحها، اذ يحمي اللقاح الثوري الجديد البالغين من الإصابة بالمرض الذي يعد أكبر قاتل في العالم بعد السل، لأكثر من عام.

وبحسب الباحثين فإن اللقاح لا يقدم الحياة فقط، وإنما يضعف الطفيليات المسببة للملاريا في مجرى الدم، اذ تم تعريض متطوعين لطفيلي الملاريا المنجلية، التي عادة ما تنتقل إلى البشر عن طريق لدغة البعوضة المصابة.

ويعيش أكثر من 40% من سكان العالم في المناطق التي يوجد فيها خطر الإصابة بهذا المرض، وفي العام الماضي، أصيب 214 مليون شخص بالملاريا ومات 438000 شخص، وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية، ولكن الآن كشف العلماء في جامعة ميريلاند في كلية الطب عن انفراجة من المؤمل أن تقضي على المرض القاتل في يوم ما، حيث أنه يعمل على الطبيعة المعقدة لطفيل الملاريا، ولكن في دراسة رائدة، وجد أن اللقاح ليس فقط يحصن الناس لأكثر من سنة، ولكن يضمن أيضا أنهم لن ينقلوا الطفيل إلى البعوض.

وفي معظم الحالات، طفيلي الملاريا يمر أولا من الإنسان المضيف إلى البعوض في كل مرة يأخذ فيها البعوض وجبة من الدم، ثم يتم تمرير المرض من البعوض إلى إنسان آخر عن طريق لعاب البعوض، لكن أستاذ مشارك في الدراسة، الدكتورة كيرستن ليكي قالت أن اللقاح مثير، خاصة وأنه كسر هذه الحلقة المفرغة.

وقالت كيلي: "على الرغم من الناموسيات والأدوية والتدخلات في جميع أنحاء العالم والتي نجحت في خفض الانتشار، إلا أنها مثل مستوى مختلف في محاولة للقضاء على الملاريا أو لتوفير لقاح لمنع الأطفال من اصطياده".

واضافت "إن الملاريا لها اثر مدمر على الأطفال، وخاصة في أفريقيا، ولكن إذا طعمنا نسبة عالية من الناس، هذا من شأنه القضاء على انتقال الملاريا". اللقاح يوفر الحماية التي من شأنها أن تعمل بطريقة مشابهة لأقراص البعوض، وقالت أن لديه القدرة على مساعدة المسافرين والأفراد العسكريين والأطفال الذين يعيشون في المناطق الموبوءة بالملاريا.

وأظهرت أبحاث سابقة أن اللقاح عمل لمدة ثلاثة أسابيع بعد التلقيح، ولكن دراسة سريرية لتحليل آثاره على المدى الطويل بحثت البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-45 سنة، الذين لم يصابوا بالملاريا، مع 59 منهم تلقوا اللقاح، بينما 32 شخصا لم يتم تحصينهم، ثم تعرض المشاركون للدغات البعوض الذي يحمل نفس السلالة التي أتى منها اللقاح، ثم أخذ العلماء عينات من الدم لقياس مستويات الطفيليات في جمع الأدلة عن الحماية، فاكتشفوا أن اللقاح يوفر الحماية لمدة تصل إلى سنة في 55% من الناس، وقدمت أيضا الدراسة أن الحقن عن طريق الوريد قدم حماية أفضل من الحقن العضلي، سواء على المدى القصير أو الطويل.