أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)

دارت الكثير من النقاشات حول ما إذا كان الإجرام ناتجاً عن التربية أو الطبيعة، إلا ان إحدى الدراسات الجديدة التي نُشرت في مجلة نيتشر هيومان بيهيفير تدعم الحجة الأخيرة، حيث تدّعي بأن اختبارات الدماغ يمكنها التنبؤ بميل الطفل للنشاط الإجرامي في وقت لاحق من الحياة.

اقرأ أيضا: دراسة: الاستخدام المنتظم لشبكات التواصل الاجتماعي يدعم الشعور بالكآبة

وقد قام الباحثون – الذين أشرف عليهم علماء أعصاب من جامعة دوك – بدراسة بيانات إحدى الدراسات النيوزيلندية التي شملت ألف طفل في أوائل سبعينيات القرن العشرين حتى بلوغهم 38 عاماً من العمر. وقد أتمّ الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن ثلاث سنوات في هذه الدراسة سلسلةً من الاختبارات التي قامت بقياس المنعكسات وإدراك اللغة والمهارات الحركية والمهارات الاجتماعية. ووفقاً لباحثي جامعة دوك، فإن الأطفال الذين كانت أعمارهم تبلغ ثلاث سنوات وكان معدل صحة أدمغتهم ضمن الـ 20% الأدنى قد كبروا ليقوموا بارتكاب أكثر من 80% من الجرائم كبالغين.

ويؤكد الباحثون على أن صحة الدماغ ليست المؤشر الوحيد للإجرام في المستقبل، مشيرين إلى أن بعض العوامل مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي وسوء معاملة الطفل، يمكنها أن تؤثر بشكل كبير على السلوك في سنّ البلوغ. ولمراعاة ذلك، فإن الباحثين لم يشملوا الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر في استنتاجاتهم.

كما لاحظوا أيضاً بأن نفس الـ20% من الأشخاص كانت متطلباتهم من الدولة هي الأكثر، والتي تمثل "57٪ من ليالي الإقامة في المستشفيات، و66٪ من الإعانات الاجتماعية، و77٪ من تربية الأطفال الأيتام" وذلك حسبما أفاد موقع كوارتز. وتقول تيري موفيت، وهي أستاذ علم النفس والعلوم العصبية في جامعة دوك: "لا نلاحظ وجود ضعف في مستوى صحة الدماغ عند أطفال الطبقات الوسطى والثرية، ولكن عند وجود مثل هذا الضعف، فإن هؤلاء الأفراد يكبرون ليشكلوا عبئاً مالياً على الخدمات العامة".

التدخّل المبكّر

وعلى الرغم من الآثار المحتملة لهذه الدراسة في مجال تطبيق القانون، إلا أنه من المهم أن نلاحظ بأنها لم تصمّم لمساعدة الشرطة على إيجاد أو مراقبة المجرمين المحتملين. ومن الناحية المثالية، فإن هذا البحث سيتم استخدامه لتحديد الأطفال المعرضين للخطر والذين يمكن حينئذ أن تُقدّم لهم التدخلات المبكرة قبل نشوء السلوك الإجرامي.

كما تُبرز الدراسة أيضاً أهمية ضمان تمكين الأطفال – بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية – من الحصول على الموارد اللازمة لضمان صحة جيدة للدماغ. وفي نهاية المطاف وبالرغم من أن الطبقة الاجتماعية لها تأثير كبير على سلوك البالغين، إلا أن هناك الجانب العصبي أيضاً والذي يمكن علاجه خلال سنوات تكوين الشخص، وتضيف موفيت: "من الصعب حقاً تحسين الطبقة الاجتماعية، ولكن في حال التدخل المبكر، فهناك الكثير من الإثباتات حول كيفية تحسين صحة دماغ الطفل".

وهكذا فإن تحسين السياسات العالمية للصحة العامة والتعليم لجميع الأطفال، قد يكون أكثر فعالية من حيث التكلفة من تنفيذ برامج تهدف لفحص وتحديد الأطفال المعرضين للخطر.

كما أن فوائد برامج التدخل المبكر لجميع الأطفال "وليس فقط لأولئك الذين يعتبرون من ذوي الخطورة العالية" يمكن أن تكون كبيرة. وتقول موفيت: "تُظهر دراستنا كيف أن الأمور السيئة يمكن أن تحدث عندما لا يتلقى الأطفال أية مساعدة بسنّ ما قبل المدرسة.

ويعدّ هذا الأمر صحيحاً بالنسبة للأطفال الذين نشؤوا في سبعينيات القرن العشرين، ولكن ليس من الضروري أن يكون صحيحاً بالنسبة للأطفال الذين سيولدون في عام 2020 ".

أقرأ أيضا:

دراسة حديثة: عقاقير خفض ضغط الدم والكولسترول لاتضعف الذاكرة لدى كبار السن

ارتفاع ضغط الدم.. آفة العصر