أخبار الآن | أوسلو – النرويج – (أ ف ب)

العيش في المرتفعات قد يكون بديلا محتملاً من المنشطات.. سؤال لا يزال يشكل مادة لدراسات عدة حتى اليوم وللاجابة عليه ، يمضي متزلجون نرويجيون محترفون نحو ستَّ عشرةَ ساعةً يومياً على موقع مرتفع في هذا الصيف

 ماذا لو كانت تمضيةُ شهرٍ في المرتفعاتِ بمثابةِ منشطٍ طبيعي؟ سؤال تحاولُ هذه المجموعةُ من النروجيينَ الإجابةَ عليه من خلال العيشِ على ارتفاع ألفَين ومئتَي متر هذا الصيف. هؤلاء المتزلجون المحترفون يتدربون هنا، لكنهم في الدرجةِ الأولى يشكلون مادةً لدراسةٍ طبية.

 بول روباك، مدرس وباحث في المدرسة الوطنية الفرنسية للتزلج والتسلق "أنسا" (بالفرنسية، 24 ثانية): "مع تناقص الأوكسجين في المرتفعات، ينتج الجسمُ مزيداً من الكُرَيات الحمر التي تنقلُ الأوكسجين. الفرضيةُ إذاً هي أننا كلما اتَّجهنا صعوداً سنعاني من هذا النقصِ في الأكسجين، لكننا سننتجُ كرياتٍ حُمر ستبقى في أجسامِنا بعد عودتنا من الأمكان المرتفعة لفترة من الزمن نكونُ خلالَها أكثرَ قدرةً على التحمّل".

فرضيةٌ شكّلت مادةً لدراساتٍ عدة حتى اليوم، لكنها لا تزالُ تخضعُ للنقاش. ولاختبارِها، على هؤلاءِ الشبانِ والشاباتِ تمضيةُ ستَّ عشرةَ ساعةً على الأقل يومياً في موقعٍ مرتفع، إنما أيضاً النزولُ في التلفريك للتمرُّن. ويَقربُ ارتفاعُ الموقع من أعلى قمةٍ في النروج، وهو ما يعني نقصاً في كمية الأكسجين بنسبة عشرين في المئة، بدأ هؤلاء الشبانُ بالفعل يعانونَ آثارَه.

إيريك سومن، متزلج نروجي (رجل، بالإنكليزية، 9 ثوان): "أشعرُ بارتفاعِ نَبَضِي. كما أني أشعرُ بالتعب سريعاً، ما يوجِبُ التمرُّنَ بتوتيرةٍ أبطأَ من المعتاد. "

في الأسفل، تنضم مجموعةُ الموقِع العالي الى مجموعةِ "المركز" التي يستقرُّ أعضاؤها في الوادي. 

والجميعُ يترددون بانتظامٍ على المختبر، حيثُ يأخذُ الباحثون عيناتٍ من الدم، ويقارنون بين معطياتِ المجموعتَين بهدفِ التحققِ من مدى صحةِ فرضيتِهم.

كارستن لوندبي، أستاذ في جامعة زيوريخ (رجل، بالإنكليزية، 17 ثانية): "لا أتوقعُ زيادةً كبيرة في الكرياتِ الحُمرِ على هذ الارتفاع، وربما لن تكون هناكَ أيُّ زيادة. ولا أتوقعُ فرقاً كبيراً في الأداءِ بين المجموعتين، إن كان هناك أيُّ فارقٍ على الإطلاق".

ويأملُ هؤلاء الرياضيون في تحسينِ أدائِهم في ختامِ هذا الاختبار، لكنَّهم جميعاً أُبلِغوا مسبقاً بأنَّ الفرضيَّة قد لا تكون صحيحةً. والنتيجةُ ستُعرَف مع حلولِ نهاية الشهرِ الحالي وعودتِهم إلى النروج. أما الباحثونُ فيأملونَ في الكشفِ عن نتائجِ دراستهم مطلع العامِ ألفَين وستة عشر.