دبي ، الإمارات العربية المتحدة ، 01 مايو 2014 ، وكالات –

 يعاني الكثير من الناس ظاهرةَ الأرق الليلي، والتي تسبب لهم السهر والتقلّب في الفراش دون أن يحصلوا على القسط الكافي من الراحة في الليل.

وقد يؤدي الأرق وقلةُ النوم إلى نشوء أمراض وشعور جسدي غير جيد، إذ يفسر الجسم قلة النوم كحالة من الاجهاد أو الضغط، وبالتالي فإنه يصدر ردات الفعل طبقا لذلك.

النوم الجيد هو احد العوامل المهمة جدا لصحة الانسان، لجسمه ولنفسيته. ولذلك فان النوم هو حاجة ضرورية، بدونها يختل توازن واداء العديد من اجهزة الجسم واعضائه. يعاني الكثير من الاشخاص، منذ فجر التاريخ، من ظاهرة الارق.

 يعاني ما بين 10% – 15% من مجمل الناس من الارق (Insomnia) المزمن، وهي نسبة تعتبر كبيرة، بكل المقاييس. بالاضافة الى ذلك، يعاني نصف السكان من حالة الارق المؤقت في مرحلة ما من حياتهم.

 لماذا نعاني من الارق؟

 هنالك العديد من العوامل التي تؤثر على احتمال الاصابة باضطراب النوم، مثل: 

التقدم في السن

الجنس (تعاني النساء اكثر من الرجال من اضطرابات النوم)

تناول المخدرات، الادوية، الكحول والكافيين

اضطرابات صحية ونفسية (حالات الخوف او اضطرابات المزاج) او اضطرابات صحية عامة (مشاكل في التنفس، مشاكل في القلب، الام وغيرها).

يعتمد تشخيص الارق على الشكاوى المتكررة من عدم القدرة على الخلود الى النوم او من النوم غير الناجع، لمدة شهر واحد على الاقل.

 تاثير الارق على مزاولة الاعمال اليومية

 عندما لا تتم معالجة المسببات بشكل مناسب، فسوف يزداد الارق حدة نتيجة للاحباط والتعب الناجمين عن قلة النوم، اذ ينشا في العديد من الحالات نوع من المصيدة او الدائرة المغلقة: تسبب قلة النوم ازدياد الاضطرابات النفسية وحدتها، ثم تزيد هذه الاضطربات من صعوبة الخلود الى النوم، او النوم الجيد.

 

في الحالات الحادة، والتي تستمر لفترات طويلة، يمر الناس بعملية تكيف “يتعلمون” خلالها “التعايش” مع عدم النوم، او قلته. وبالتالي، يشعر الكثيرون بالاسى، بل يتضاعف النشاط مع حلول الليل ودنو موعد النوم.

 علاج الارق وقلة النوم

 تتركز معالجة ظاهرة الارق على صعيدين:

 – دوائي 

– سلوكي

 قد تكون الادوية من عائلة البنزوديازيبينات ناجعة، ولكن يجب التذكير بانه يمكن لهذه الادوية ان تسبب الادمان واثارا جانبية اخرى، ولذلك ينبغي ملاءمة الدواء المناسب، من خلال استشارة الطبيب وبالتنسيق معه.

 تعتبر الادوية التي تعمل على مستقبلات البنزوديازيبينات (BRAs – benzodiazepine receptor agonists) اكثر انتقائية من البنزوديازيبينات، ومع تاثيرات جانبية اقل. كما انه من المعتاد، في بعض الحالات، استخدام ادوية من مجموعات اخرى، مثل مضادات الاكتئاب، مضادات الذهان وغيرها.

 يعتقد العديد من العاميلن في هذا المجال انه يمكن للعلاج السلوكي ان يكون اكثر نجاعة وفاعلية على المدى الطويل، على الرغم من بطئه وشدة تعقيده مقارنة بالعلاج الدوائي.

 يشمل العلاج السلوكي للارق العديد من الخصائص:

 – التكيف مع عادات النوم الصحيحة، مثل: تجنب شرب القهوة (الكافيين)، النيكوتين والكحول قبل النوم، تجنب النشاط البدني الشاق قبل حوالي ساعتين من موعد النوم، تجنب تناول الوجبات الثقيلة (خصوصا السكر) قبل النوم. كذلك، يجب التشديد على انتظام وثبات ساعات النوم والاستيقاظ.

 – المعالجة المعرفية (cognitive therapy) والتي تهدف الى تصحيح توقعات غير واقعية للنوم المثالي، والتعامل مع الافكار السلبية المتوقعة من النوم المتقطع.